لبنان
11 تموز 2025, 07:50

يونان في استقبال ذخائر القدّيسة تريزيا في فرن الشّبّاك: الرّبّ يريدنا أن نكون فرحين وأقوياء بالإيمان

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبلت مدرسة القدّيسة تريزيا- فرن الشّبّاك ذخائر تريزيا الطّفل يسوع، مساء الإثنين، واحتفلت بالقدّاس الإلهيّ الّذي ترأّسه بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، عاونه فيه المطران برنابا يوسف حبش والمونسنيور حبيب مراد، وبحضور رئيس أساقفة أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر، ولفيف من الإكليروس، وسط حضور حاشد.

وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، الّتي ألقاها بعنوان "الرّبّ الإله أخفى الحقائق عن الحكماء وأعلنها للأطفال"، شكر يونان المطران بولس عبد السّاتر لمشاركته مع العديد من أبناء أبرشيّته، كما المطران حبش والآباء الكهنة والمؤمنين "الّذين يعيشون الإيمان والرّجاء والمحبّة الحقيقيّة، وهم متيقّنون بأنّ الإيمان بالرّبّ يسوع ليس مجرّد أقوال أو إعلانات، بل حياة مستمرّة".

وثمّ قال يونان بحسب إعلام البطريركيّة: "مار بولس، رسول الأمم، الّذي عيّدنا عيده مع مار بطرس قبل ثمانية أيّام، يتوجّه إلى أهل كورنثوس، وكورنثوس مدينة لا تزال قائمة إلى اليوم في اليونان، إذ كتب بولس إلى أهلها رسالتين قبل قرابة ألفي سنة، قائلًا: أكتب إليكم بِدِعَة، أيّ وداعة، الرّبّ يسوع، أطلب منكم حقيقةً أن تعيشوا إيمانكم. نعم، أحبّاءنا، نحن نتمثّل بيسوع الوديع والمتواضع القلب، كما قال هو عن ذاته. إنّه يدعونا لنكون ودعاء ونعيش البساطة الإنجيليّة ونمتلئ ثقةً بأبينا السّماويّ، مهما كانت العواصف الّتي تعصف بحياتنا، شخصيّة أو عائليّة أو اجتماعيّة أو وطنيّة، على غرار العاصفة الّتي لا تزال تعصف بلبنان وبساكنيه.

نحن هنا في مدرسة القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع، نشكر أخواتنا الرّاهبات في هذه الرّهبانيّة الّتي أُنشِئَت كي تقتدي الرّاهبات بالقدّيسة تريزيا، هذه الرّاهبة الّتي أضحت مُرسَلَةً في العالم، مع أنّها لم تترك بيتها ولا ديرها، فقد ذهبت مرّة واحدة إلى إيطاليا كي تنال بركة البابا لاون الثّالث عشر وهي صغيرة، عمرها 13 سنة، وكانت تريد أن تدخل الدّير. فالتمست منه راكعةً أن يسمح لها بدخول الدّير، ولم تترك ركبته إلّا بعد أن ألزموها وأقاموها، لأنّها كانت تتوسّل إليه ليسمح لها بسماح خاصّ أن تدخل الدّير".

وشكر يونان "الشّمّاس ابراهيم صبحة الّذي أخذ على عاتقه أن ينهض بهذه المدرسة على اسم القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع، ويتّكل على شفاعة هذه القدّيسة حتّى ترافق شبّاننا وشابّاتنا وأولادنا في هذه المدرسة، ليتعرّفوا على الرّبّ يسوع ويعيشوا إيمانهم ويصلوا إلى شخصيّتهم المسيحيّة الحقيقيّة. نشكر جميع الحاضرين، أكانوا من هنا، من فرن الشّبّاك وعين الرّمّانة، أو من سائر المناطق المحيطة. نشكر أبناء وبنات إرساليّة العائلة المقدّسة، ورعيّتي سيّدة البشارة ومار بهنام وسارة، والحركات الرّسوليّة، خاصّةً حركة مار شربل– بيروت ومار بهنام وسارة، مع جوق التّرانيم".

وأضاف: "جميعكم بالطّبع تعرّفتم على حياة القدّيسة تريزيا، مع أنّها توفِّيت بعمر 24 سنة، إذ كانت مريضة، وقد قدّمت حياتها للرّبّ وللمُرسَلين إلى العالم كي يبشّروا بيسوع وهم يضحّون بكلّ ما عندهم، خاصّةً بإرادتهم وبأهوائهم الشّخصيّة، حتّى ينقلوا الرّبّ يسوع إلى العالم، ليس بالكلام والكرازة فقط، إنّما بتقديم المثال الصالح في حياتهم كمُرسَلين ومُرسَلات. لقد سمعنا وقرأنا كتاب القدّيسة تريزيا الّذي كتبَتْه وهي على فراش المرض Histoire d’une âme قصّة نفس، وفيه تروي سيرة حياتها، طفولتها واتّحادها بالرّبّ يسوع، إذ كانت تريد أن تُنزِل السّماء على الأرض، وأن تفرش الورود أينما كانت".

وتحدّث بحسب إعلام البطريركيّة عن "قصّة لوالد تريزيا، القدّيس لويس مارتان الّذي تقدّس مع زوجته زيلي، الوالدة زيلي توفّيت حين كانت تريزيا لا تزال صغيرة، لكنَّ والدها توفّي بعدما أصبحت صبيّة. كان والدها يعرف أنّها كانت حزينة جدًّا، وفي أحد الأيّام جلب لها وردة وقدّمها إليها، طالبًا منها أن تتأمّل بها فقط دون أن يتكلّم عنها بأيّ شيء، هذه الوردة الّتي تعبّر وتعلن جمال الله وجمال الخليقة. فمهما كانت آلامنا وصعوباتنا، علينا أن نتذكّر أنّ الرّبّ يريدنا أن نكون فرحين وأقوياء بالإيمان ومثالًا للآخرين أينما كنّا، بحياتنا المسيحيّة الصّالحة".

وتضرّع ختامًا "إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة القدّيسة تريزيا الّتي ستكون شفيعة هذه المدرسة، وذخائرها حاضرة بيننا اليوم كبركة ونعمة، أن يقوّينا ويذكِّرنا أنّه علينا ألّا نخاف أبدًا، مهما كانت حياتنا مهدَّدةً بالأخطار، ومهما كانت أمراضنا، من جسديّة وسواها، ومهما كانت ظروف حياتنا، فسنبقى تلاميذ الرّبّ يسوع الّذي دعانا كأطفال ودعاء، نلجأ إليه ويباركنا. ستظلّ هذه القدّيسة معنا، وستبارك دائمًا هذه المدرسة. نبتهل إلى الرّبّ كي يجعلنا أهلًا لهذه البركات السّماويّة الّتي ستمطر علينا وعلى هذا الحيّ وعلى بيروت ولبنان بشفاعة القدّيسة تريزيا. بارككم الرّبّ جميعًا".

وقبل البركة الختاميّة، وجّهت الأخت مشلين منصور، من راهبات القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع، تحيّة محبّة بنويّة وشكر وامتنان للبطريرك يونان على حضوره ومباركته وترؤُّسه هذا القدّاس، داعيةً له بالصّحّة والعافية والعمر المديد ودوام النّجاح في خدمته في رعاية الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة.

كما توجّه الشّمّاس ابراهيم صبحة بكلمة من القلب، شكر فيها يونان على محبّته الأبويّة الّتي غمر بها الجميع بحضوره واحتفاله بالقدّاس، ملتمسًا بركته من أجل نجاح هذه المدرسة في تأدية رسالة التّربية والتّعليم، بشفاعة القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع.