لبنان
30 أيار 2025, 05:00

يونان في صعود الرّبّ: مدعوّون أن نجدّد ثقتنا بالرّبّ لأنّه لن يتركنا أبدًا

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بعيد صعود الرّبّ يسوع إلى السّماء وبختام الشّهر المريميّ، في كنيسة دير سيّدة النّجاة البطريركيّ- الشّرفة.

في بعد الإنجيل المقدّس، كانت ليونان عظة قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة: "ما أجمل أن نلتقي مرّة أخرى معًا، فقد سبق والتقينا وصلّينا سويّةً وترجّينا رحمة الله علينا جميعًا، لاسيّما في هذه الأيّام الصّعبة الّتي تمرّون بها.

إنّ غدًا الخميس هو عيد الصّعود، بالسّريانيّة ܣܽܘܠܳܩܳܐ،ومن بينكم من اسمه سولاقا، أيّ صعود الرّبّ يسوع المسيح إلى السّماء بعد أربعين يومًا من قيامته من بين الأموات".

وتابع: "سمعنا من الإنجيل المقدّس بحسب القدّيس مرقس أنّ الرّبّ يسوع أرسل تلاميذه، موصيًا إيّاهم أن يذهبوا ويبشّروا ويكرزوا بالخلاص، ووعدهم أنّه سيرافقهم بالآيات، وطلب منهم أن يكونوا دائمًا رسلًا ومبشّرين يحملون بشرى الفرح للعالم، ويضعون أيديهم على المرضى ليشفوهم. نحتاج كثيراً إلى نعمة الشّفاء، شفاء النّفس والجسد.

وسمعنا من رسالة مار بولس إلى أهل أفسس، هذا الفصل المليء بالتّعاليم الرّوحيّة الّتي علينا كلّنا أن نعيشها ونتبعها، لاسيّما وأنّ بولس يذكّر أهل أفسس أنّنا مدعوّون من قِبَل الله. لقد دعانا الله حتّى نكون رسلًا ومبشّرين، وكي نستطيع ذلك، علينا أن نعيش المحبّة الحقيقيّة، وهذا ليس بالأمر السّهل، لأنّه لا يكفي أن نتغنّى بالمحبّة ونردّدها، فالمحبّة تتطلّب الكثير من التّواضع والوداعة والصّبر، لاسيّما في هذه الأوضاع الصّعبة الّتي نعيشها.

علينا، أيّها الأحبّاء، أن نجدّد، مهما كانت الصّعوبات، رجاءنا بالرّبّ يسوع، لأنّه هو يعرف أكثر منّا خيرنا الحقيقيّ. صحيح نحن نسعى أن نلتقي مع أحبّائنا حيث يريدنا الرّبّ، وانتظارنا وانتظار بعضكم يطول، والمعاناة تزداد، لاسيّما بالنّسبة للصّغار والشّبّان والشّابّات، وهذا نتفهّمه كثيرًا، لكنّنا مدعوّون كلّنا أن نجدّد ثقتنا بالرّبّ، لأنّه لن يتركنا أبدًا. ونحن نعرف أنّ التّلاميذ الحقيقيّين للرّبّ يسوع هم الّذين يستعدّون كي يتبعوه كما طلب منّا، أيّ أن نكفر بذاتنا ونتبعه".

وإختتم يونان عظته قائلًا: "بجاه هذا العيد المبارك، ندعو إليه، هو الرّبّ الإله والمخلّص وعنوان الرّحمة الإلهيّة، أن يبارككم جميعًا، وأن يعطيكم وينفح في قلوبكم ونفوسكم هذا الرّجاء وهذا الفرح، مهما كانت الصّعوبات، وهكذا نكون حقيقةً تلاميذ الرّبّ يسوع. ونحن اليوم أيضًا في أواخر الشّهر المريميّ، نضرع إلى الرّبّ، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النّجاة، شفيعة هذا الدّير المبارك، سائلينها أن تحمينا جميعًا، وأن ترافقنا في هذه الطّرق الصّعبة الّتي نسلكها، وتقوّي فينا نعمة الرّبّ يسوع، كي نكون جميعنا التّلاميذ الحقيقيّين له".

وفي نهاية القدّاس، أقام البطريرك يونان زيّاح العذراء مريم، وفي ختامه منح جميعَ المشاركين البركة بأيقونة العذراء.