"التمارين الروحية" للقدّيس إغناطيوس دي لويولا باللغة الروسيّة
"كن حذرًا: هذا ليس كتابًا للقراءة"، بهذه الكلمات، بدأ حدث تقديم النسخة الروسيّة لـ"تمارين" القدّيس إغناطيوس، وأكّد أنّ روحانيّة صاحب "التمارين" غنيّة، وقادرة على التحدّث إلى تقاليد كلّ من الكنائس اللاتينيّة والشرقيّة.
بعد الطبعة الأولى باللغة الروسيّة، والتي ظهرت في ثمانينيّات القرن العشرين، كانت الطبعة الجديدة، التي، استجابة للطلبات العديدة التي تلقّاها اليسوعيّون في المنطقة الروسيّة، تتمّ الآن إعادة إصدارها.
"إذا اقتربنا من النصّ بعد أن اختبرنا الطريقة التي اقترحها القدّيس إغناطيوس، نبدأ في فهم اللغة التي يستخدمها وفي قراءة حياتنا كإنجيل تجب كتابته، وبفهم نظرة يسوع إلى الأشخاص الذين نلتقي بهم والظروف التي نعيش فيها"، كما قال الأب تاديوس دروزدوفيتش اليسوعيّ من معهد القدّيس توما.
تدخّل العديد من المشاركين إبّان الأمسية، مؤكّدين كيف يمكن أن يكون تعليم إغناطيوس دي لويولا مثمرًا أيضًا للمسيحيّين من التقليد الشرقيّ.
منذ طبعته الأولى في عام 1548، التي نشرت باللغة اللاتينيّة تحت عنوان "Exercitia Spiritualia" ، تمّت ترجمة أعمال القدّيس إغناطيوس وإعادة نشرها على مرّ القرون حول العالم ولا تزال حتّى اليوم واحدة من النصوص الأساسيّة للروحانيّة المسيحيّة.
نلفت إلى أنّ اليسوعيّين لم يغادروا الأرض الروسيّة حتّى عندما ألغى البابا كليمنت الرابع عشر جمعيّتهم سنة 1773، واستمرّوا في الوجود والازدهار في عهد الإمبراطور بول الأوّل وفي السنوات الأولى من حكم الإسكندر الأوّل، حيث وفّروا مدارس عامّة مجّانيّة لآلاف التلامذة. إلّا أّن الرهبنة اليسوعيّة اضطرّت إلى مغادرة الإمبراطوريّة الروسيّة سنة 1820، ستّ سنوات بعد أن طالب البابا بيوس السابع باستعادتها.
تشمل المنطقة الروسيّة الحاليّة للرهبنة اليسوعيّة روسيا وبيلاروسيا وقيرغيزستان. يوجد حاليًّا أحد عشر يسوعيًّا في روسيا، مقسّمين إلى ثلاث جماعات في موسكو وسانت بطرسبرغ وتومسك ونوفوسيبيرسك.
ويُصار إلى تقديم تمارين روحيّة لمدّة أسبوع وفقًا للطريقة الإغناطيّة بانتظام في بيلاروسيا وقيرغيزستان وأحيانًا في روسيا.