دينيّة
21 أيار 2019, 13:00

"الله ينير لكنّه لا يُبهر البصر"...

ماريلين صليبي
"الله يقترح ذاته، لا يفرض نفسَه؛ ينير لكنّه لا يُبهر البصر"، تغريدة جديدة للبابا فرنسيس مقلّة في الكلام ومغدقة في المعاني، حاول من خلالها إعطاء شرارة تأمّل تظهر حجم الحرّيّة التي منحها الله الخالق لمخلوقاته.

 

كم هي جميلة هذه الكلمات! كم هي تعطي الفرح في نفوسنا، نحن البشر التّائهين في ضجيج هذا العالم! كم هي معبّرة وباعثة للرّجاء والإيمان والاطمئنان!

بابا روما يؤكّد حرّيتنا، يثني على اختيارنا، يرفع من شأننا، يظهر مدى تواضع الرّبّ، يسطّر رقّة الله، يسلّط الضّوء على إرشاده الصّافي.

البابا فرنسيس يسعى في كلامه إلى زرع صورة الله الحنون في نفوسنا، الله الرّقيق الذي لا يُجبر المرء على شيء، بل يساعده بخفر وينير دربه بسلاسة، كنور القمر الذي يضيء الأرض بنور ساطع واضح من دون انبهار أو حرارة أو قوّة أو انتباه.

بخفيّة إذًا، ينصح الله الإنسان الخاطئ. هو يطرق أبواب قلوبنا وينتظر بصمت أن نفتح له بإيمان وفرح ونسلّمه حياتنا.

المسيحيّة دين الحرّيّات، لا شريعة القصر والإجبار والفروض. فالله لا يمنعنا عن تسخير حرّيّتنا في الفرح والتّأقلم مع متغيّرات العالم، لكنّه حاضر دائمًا لانتشالنا من الخطيئة وملاكه الحارس موجود أبدًا لإنارة دروبنا.

وما علينا إذًا، أمام هذه الرّقّة الإلهيّة والثّقة التي يمنحها إيّاها الرّبّ، إلّا أن نكون أهلًا لها، فلا نستغلّ محبّة الله اللّامتناهية لنا في سبيل الضّلال الدّامي، بل لتبقَ دائمًا أبواب قلوبنا مشرّعة لاستقبال المسيح ولتسليمه حياتنا فيدبّرها بالخير الدّائم.