لبنان
18 حزيران 2024, 08:20

"الوحدة والتماسك هما مفتاح نجاح العائلة وديمومتها": المطران إبراهيم

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفلت إبرشيّة زحلة للروم الملكيّين الكاثوليك باليوبيل الفضّيّ (25 سنة) لبعض العائلات، بقدّاس ترأّسه راعي الأبرشيّة المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، عاونه فيه الأب فادي الفحل بحضور بعض الأزواج المحتفى بهم وحشد من المؤمنين وذلك في كنيسة سيّدة الانتقال في أبلح.

 

كانت للمطران إبراهيم كلمة عن عظمة سرّ الزواج المقدّس وأهمّيّة العائلة في حياتنا المسيحيّة، قال فيها: "الزواج في المسيحيّة ليس مجرّد عقد بين رجل وامرأة، بل هو سرّ مقدّس يعكس العلاقة العميقة بين المسيح وكنيسته،  ]أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح الكنيسة وبذلَ نفسه لأجلها[ (أف 5:25). هذا الحبّ الذي يعبّر عن التضحية والبذل هو أساس سرّ الزواج. عندما نتأمّل في خمس وعشرين سنة من الحياة الزوجيّة، نرى في كلّ يوم من هذه السنوات تعبيرًا عن هذا الحبّ المقدّس".  

تابع المطران إبراهيم: "العائلة هي الكنيسة الصغيرة، وهي المدرسة الأولى للإيمان والمحبّة. في زمننا الحالي، نواجه العديد من التحدّيات والصعوبات التي تهدّد تماسك الأسرة واستقرارها. نجد أنّ الضغوط الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وسرعة وتيرة الحياة، والتحدّيات التكنولوجيّة قد تؤثّر على العلاقات الأسريّة. لكنّنا نجد في الإنجيل نورًا وهداية"، ولا ننسينّ أنّ "كلّ مملكة تنقسم على ذاتها تخرب، وكلّ بيت ينقسم على ذاته لا يثبت" (مت 12:25). الوحدة والتماسك هما مفتاح النجاح والاستمرار ولا بدّ لنا من أن نحافظ عليهما بأغلى الأثمان".  

أضاف المطران إبراهيم: "إنّ ديمومة سرّ الزواج المقدّس تتطلّب من الأزواج الصبر، والغفران، والمثابرة. الزواج هو رحلة مليئة بالمشقّات من جهة، وباللحظات الجميلة من جهةٍ أخرى. يحتاج الأزواج إلى التسلّح بالإيمان والاعتماد على الله في كلّ خطوة. الصلاة المشتركة وقراءة الكتاب المقدّس معًا هما أساس تقوية العلاقة الزوجيّة. تذكّروا كلمات بولس الرسول: ]تحمّلوا بعضكم بعضًا، واغفروا بعضكم لبعض[ (كولوسي 3:13)".  

"في زمن الصعوبات"، قال المطران إبراهيم، "لنتذكّر أنّنا لسنا وحدنا. الله معنا، ويعطينا القوّة والنعمة لمواجهة كلّ صعوبة. الكنيسة أيضًا تقف إلى جانبكم، تقدّم الدعم الروحيّ والمعنويّ. تذكّروا أنّ سرّ الزواج هو عهد مقدّس، والله هو الضامن لهذا العهد. قال يسوع: "حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم" (متى 18:20).

"أيّها الأحبّاء"، ختم المطران، "احتفالنا اليوم بيوبيلكم الفضّيّ هو شهادة حيّة على أنّكم التزمتم بوصايا الله وعلى حبّكم وإخلاصكم وتفانيكم. نشكر الله على هذه السنوات المباركة ونسأله أن يبارك السنوات المقبلة بفيض من النعم والبركات. لنجدّد عهدنا مع الله ومع بعضنا البعض، ولنستمرّ في بناء أسرنا على أسس الإيمان والمحبّة".