"كلّ شيء يتغيّر عندما نعرف الربّ حقًّا": البابا فرنسيس
في خبر الإنجيل، عندما سأل يسوع تلاميذه، "ولكن من تقولون أنّي أنا؟"، ذكّر البابا فرنسيس كيف أجاب بطرس على الربّ قائلًا "أنت المسيح". لاحظ البابا أنّه أجاب بشكل كامل، ولكن بعد لحظات عندما تحدّث يسوع عن الألم والموت اللذين يجب أن يختبر، اعترض بطرس على ما سمع ووبّخه الربّ بشدّة قائلًا: "سِرْ خلفي يا شيطان! لأنّ أفكارك أفكار البشر وليست أفكار الله". في حين أنّ بطرس أجاب بشكل صحيح من قبل، إلّا أّن طريقة تفكيره كانت لا تزال طريقة "الناس"، كما أوضح البابا، لأنّه أراد مسيحًا قويًّا ومنتصرًا، لا يمكن أن يعاني ويموت.
أشار البابا إلى أنْ من الممكن أيضًا أن نجد أنفسنا في الموقف عينه، حيث يمكننا أن نفهم شيئًا عن الربّ ونستجيب بشكل صحيح، مع بقاء عقليّتنا عالميّة، وبحاجة إلى التوبة لنصير منفتحين على طرق الله ودعوتنا لاتّباعه. بالتالي، قد نعرف عقيدة الكنيسة، ونتلو صلواتنا بشكل صحيح، ونكون على دراية بالتعليم المسيحيّ، كما أوضح البابا، مع استمرار حاجتنا إلى معرفة الربّ بشكل أفضل، أكثر من مجرّد معرفة شيء عنه. قال الأب الأقدس إنّ هذا يعني اتّباع الربّ والسماح لإنجيله بلمس قلوبنا وعقولنا وتغييرها.
وشدّد البابا على أهمّيّة علاقتنا ولقائنا مع الربّ من أجل معرفته. وقال إنّ هذا اللقاء هو ما يغيّر حياتنا: الطريقة التي نحن عليها، والطريقة التي نفكّر بها، والعلاقات التي تربطنا بإخوتنا وأخواتنا، والاستعداد للقبول والمغفرة، والخيارات التي نتّخذها في الحياة.
"كلّ شيء يتغيّر إذا تعرّفتم حقًّا على يسوع! كلّ شيء يتغيّر".
في الختام، استذكر البابا شهادة اللاهوتيّ والقس اللوثريّ ديتريش بونهوفر، ضحيّة النازيّة، الذي كتب في رسائله وأوراقه من السجن عن دور المسيحيّة في العالم والحاجة إلى أن نسأل أنفسنا من هو المسيح حقًّا بالنسبة إلينا اليوم. وأعرب عن أسفه لأنّ الكثيرين لم يعودوا يسألون أنفسهم هذا السؤال الأساسيّ، المهمّ جدًّا للتعرّف على الربّ واتّباعه.
وقال البابا إنْ من الأفضل أن نسأل أنفسنا من هو يسوع في حياتنا، وما إذا كنّا نتبعه بالكلمة فقط أو كنّا منفتحين حقًّا على لقاء شخصيّ مع الربّ الذي يمكن أن يغيّر حياتنا.
وصلّى البابا لكي تساعدنا الأمّ المباركة في هذا الجهد.