الفاتيكان
10 تموز 2024, 10:15

"لا ينبغي لأي آلة أن تختار أبدًا أن تأخذ حياة إنسان": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
بعث البابا فرنسيس برسالة إلى مؤتمر هيروشيما حول "الذكاء الاصطناعيّ أخلاقيّات السلام" مؤكّدا الأهمّيّة الرمزيّة لمناقشة السلام في مدينة تعاني من مأساة ذريّة، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

بينما يلتئم احتماعٌ لمناقشة "أخلاقيّات الذكاء الاصطناعيّ من أجل السلام" في هيروشيما، اليابان، يومي 9 و 10 تمّوز/يوليو، بعث البابا فرنسيس برسالة، يسلّط فيها الضوء على أنّ مناقشة السلام والذكاء الاصطناعيّ في المدينة، التي لا تزال تعاني من عواقب القنبلة الذريّة التي كادت أن تدمّرها بالكامل في آب/أغسطس 1945، "لها أهمّيّة رمزيّة كبيرة".

قال الأب الأقدس إنّ الذكاء الاصطناعيّ والسلام قضيّتان لهما أهمّيّة قصوى، وأشار إلى ندائه الأخير بشأن هذه المسألة إلى القادة السياسيّين لمجموعة السبعة في أثناء اجتماعهم في بوليا بإيطاليا.  

إبّان ذلك الاجتماع، شدّد البابا فرنسيس على أهمّيّة إبقاء عمليّة صنع القرار في أيدي البشر بدلًا من الاعتماد على الآلات، موضحًا أنّ "الآلة تقوم باختيار تقنيّ من بين احتمالات عدّة تستند إمّا إلى معايير محدّدة جيّدًا أو إلى استنتاجات إحصائيّة. أمّا البشر فهم لا يختارون فحسب، بل هم، في قلوبهم، قادرون على اتّخاذ القرار".

يقول الأب الأقدس أيضًا إنّ القرارات الحقيقيّة تتطلّب حكمة الإنسان وتقييمه وإنّ الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعيّ يمكن أن يقوّض كرامة الإنسان.

هذا هو بالضبط ما رأيناه في هيروشيما وما زلنا نراه اليوم، و"من بين النزاعات الحاليّة التي تؤثّر على عالمنا - بما في ذلك كراهية الحرب - نسمع المزيد والمزيد عن هذه التكنولوجيا".

وتابع البابا أنْ، من الأهمّيّة بمكان، أن "نذكّر العالم بأنْ، في ضوء مأساة النزاع المسلّح، من الملحّ إعادة النظر في تطوير أجهزة مثل ما يسمّى "الأسلحة الفتّاكة ذاتيّة التشغيل" واستخدامها، وحظرها في نهاية المطاف". وبالعودة إلى قلب العديد من نداءاته طوال فترة حبريّته، كرّر الأب الأقدس "لا ينبغي لأي آلة أن تختار أبدًا أن تأخذ حياة إنسان".

في ختام رسالته، طلب البابا فرنسيس "أن نعترف بمساهمة الثروات الثقافيّة للشعوب والأديان في تنظيم الذكاء الاصطناعيّ". وشدّد على أنّ هذا "هو مفتاح نجاح التزامكم بالإدارة الحكيمة للابتكار التكنولوجيّ".

وأخيرًا، أعرب البابا فرنسيس عن أمله في أن "يؤتي هذا الاجتماع ثماره في تحقيق الأخوّة والتعاون"، قبل أن يصلّي من أجل أن "يصبح كلّ واحد منّا أداة سلام للعالم".