"مثال الطوباويّ الأب توريس باديلا دعمٌ للكهنة في خدمتهم": البابا فرنسيس
أشاد البابا فرنسيس بكاهن إسبانيّ من القرن التاسع عشر، الأب خوسيه توريس باديلا، الذي أشار الأب الأقدس إلى أنّه "ميّز نفسه ككاهن معترِف ومرشد روحيّ، يشهد على المحبّة العظيمة للمحتاجين". قام الكاردينال مارسيلو سيميرارو، رئيس دائرة دعاوى القدّيسين، بتطويب الأب توريس باديلا مؤخَّرًا في احتفال أقيم في إشبيلية، إسبانيا، وصلّى البابا من أجل أنْ "يدعم مثاله الكهنة في خدمتهم".
في عظته في كاتدرائيّة إشبيلية، وصف الكاردينال مارسيلو سيميرارو الأب خوسيه توريس باديلا بالـ "كاهن غير النمطيّ". اتّخذ أولئك الذين هم على هامش المجتمع أصدقاءَ له، واقترب من المحتاجين في أصعب أحياء إشبيلية حيث لم يجرؤ سوى القليل على الدخول. وأظهر "وحدة عميقة مع الربّ"، المصدر الأساسيّ لـ "قوّته الداخليّة".
قام رئيس دائرة دعاوى القدّيسين بمقارنة بين الكاهن الإسبانيّ وتعليقٍ لإيزيدور من إشبيلية على النصّ المختار للليتورجيا من سفر النبيّ حزقيال، قال إنّ "تيّارًا من الماء تدفّق من تحت عتبة الهيكل"، ثمّ شرح المعنى المزدوج للصورة: "المعموديّة، وهي الماء الذي يروي كلّ عطشان"، ولكن أيضًا "بالنظر إلى أن الرؤيا النبويّة تتحدّث عن ماء يتدفّق من الجانب الأيمن من الهيكل"، في إشارة إلى "الجانب المفتوح من المسيح المصلوب" الذي "تدفّق منه الدم والماء".
وقال الكاردينال إنّ مثل هذه الصورة، لسيل "يجلب الحياة ويجدّد وينتج الكثير من الثمار، أنسُبُهُ إلى الطوباويّ الجديد الأب خوسيه توريس باديلا"، واصفًا إيّاه بأنّه "كاهن دائم الإخلاص" ومستعدّ لبذل نفسه، والخروج من نفسه للذهاب بمحبّة إلى الآخرين". صفة أبرزَت في الكاهن الإسبانيّ "وحدة الحياة" و"التأمّل في العمل".
ثمّ وصف الكاردينال السمات المختلفة لشخصيّة الطوباويّ الأب باديلا، مثل قدرته على الجمع بين الصلاة والدراسة: "كان يقضي ساعتين في الدراسة وثلاث ساعات في التأمّل في ما درس. لكنّ هذا لم يمنعه من تكريس الكثير من الوقت في أيامه لخدمة من هم في أمسّ الحاجة إليها".
عاش حياة "فقر" - ارتدى فقط "ثوبًا مرقّعًا" واحدًا - واقترب من المحتاجين والمرضى، وغالبًا ما هبط إلى الأحياء على "الجانب الخطأ" من النهر الذي يقسم إشبيلية، حيث سادت "الجريمة". ومع ذلك، ذهب الكاهن الإسبانيّ إلى هناك من دون أي خوف، ونظّف مساكن الناس وثبّت أسرّتهم في خدمته لهم.
عن الطوباويّ الأب توريس باديلا، أشار الكاردينال سيميرارو أيضًا إلى "توجيهه الروحيّ"، الذي كان قادرًا على جعل "سمعته في القداسة" معروفة لدرجة أكسبته لقب "El Santero" (الصانع القدّيس). من بين المستفيدين من هذه "العدوى" المفيدة القدّيسة أنجيلا الصليب، التي أسّست معهد راهبات الصليب تحت إشراف الكاهن الإسبانيّ.