دينيّة
08 نيسان 2022, 07:00

"…نجد الوقت للـ"أنا" فقط ولكنّنا ننسى الله"!

ماريلين صليبي
كاد الصّوم يمرّ من دون أن نستقي منه خمر النِّعم فنسكر من نبع الخلاص ونرتوي من شلّال الإيمان. تغريدة مباركة للبابا فرنسيس رسم من خلالها طريق الصّلاح وحدّد ماهيّة الصّوم، ناثرًا للمؤمنين تعاليم الرّبّ المحيية.

"يدعونا الصّوم لننظر إلى علوّ بالصّلاة التي تحرّر من الحياة الأفقيّة والمستويّة حيث نجد الوقت للـ"أنا" فقط ولكنّنا ننسى الله".. بهذا الكلام لخّص الحبر الأعظم دعوة الصّوم مشيرًا إلى ضرورة تحديد اتّجاه نظرنا.

الوُجهة: الصّلاة، والرّؤية: العلوّ، والهدف: الرّبّ… فبعلوّ وارتفاع علينا رؤية الصّلاة، هذا السّرّ العظيم الذي يخلّصنا من آفة الأنانيّة ومن الانشغال بالذّات واعتبار النّفس محور الحياة الوحيد.

وفي مقابل تلك الأنانيّة، يستحقّ الرّبّ أن نرمق إليه بعين حنونة دامعة متضرّعة، أن نهتمّ بتعاليمه ونصلّي إليه ونمجّد إسمه ونهلّل لعظمته.

في عصر السّرعة والانشغال الدّائم، بتنا سريعي النّسيان، ننسى الله الذي تجسّد من أجلنا، ننسى من مات على الصّليب ليحرّر آثامنا ومن قام من الموت ليقيمنا من مقبرة العذاب.   

هذه الأيّام المُرّة أصبحت مسرحًا لتكريس الـ"أنا" والمصلحة الشّخصيّة والغايات المُربحة والأهداف المادّيّة، فباتت النّفس دنيويّة جرداء تفتقد علوّ النِّعم والتّحرّر.

كفانا إذًا نتقيّد بالمراكز ونبحث عمّا هو فانٍ، بل هلمّوا معًا نرتفع إلى السّماء بالنّفس والنّظر، حيث الفرح الأبديّ والسّلام الذي لطالما حلمنا به.