دينيّة
22 حزيران 2024, 12:00

"ها أنا أرسِلُكُم"

تيلي لوميار/ نورسات
الخوري مارون الريفوني، خادم رعيّة سيّدة الخلاص داريّا - كسروان

 

"بعد أن تأمّلنا في الأحد السابق بدعوة الربّ يسوع للرسل، نتأمّل في هذا الأحد السادس من زمن العنصرة في نصّ إرسال الرسل الإثني عشر. فالربّ يسوع بعد أن اختار الرسل ودعاهم ليرافقوه ويصيروا مقرّبين إليه وشهود عيانٍ لرسالته الخلاصيّة، أرسلهم مزوّدين بمحبته وبالرّوح القدس الضامن لنجاح رسالتهم.  

يحمل نصّ إرسال الرسل في إنجيل متّى 10/16-25 فرح حمل البشرى السارّة باسم يسوع وأهمّيّة تمايز الرسول عن المرسل إليهم أي العالم "كالخراف بين الذئاب". نعلم أنّنا كلّنا مدعوّين كالرسل لحمل بشرى الخلاص للعالم لكنّنا نخاف خوض هذه المغامرة مع الربّ، لأنّ المنطق البشريّ يعرف نتيجة تواجد الخراف مع الذئاب، ستهلك الذئاب الخراف. نعم قد يحمل ظاهر هذا التمايز الضعف لكنّ الحكمة والوداعة تقلبان المعادلة. فالربّ يسوع لم يرسل تلاميذه إلى هلاكهم، على الرغم من أنّه أطلعهم بكلّ صراحة وواقعيّة على صعوبات الرسالة : "سيسلمونكم إلى المجالس... يجلدونكم... يسلم الأخ أخاه إلى الموت... يبغضكم جميع الناس..." إلّا أنّه أظهر لهم غاية حمل الرسالة أي الخلاص من خلال تحمّل الصعوبات كلّها.  

ها هو الربّ يسوع يدعونا اليوم في هذا الأحد المبارك نحن الذين ارتضينا أن نكون له تلاميذ لحمل رسالته في مجتمعنا. وهذه الدعوة تتطلّب منّا الشجاعة فمجتمعنا لا تقلّ تحدّياته عن التحدّيات التي واجهها الرّسل: البغض، القتل المعنويّ، الرفض، الأنانيّة، الفرديّة... ولننتصر على هذه التحدّيات علينا أوّلًا التحلّي بروح الوداعة والصلاة، ثمّ الحكمة لنعي كيف نكون شهودًا ليسوع من خلال حياتنا اليوميّة ولكي تعكس كلماتنا كلمات الإنجيل. ولنجاح رسالتنا علينا أيضًا التشبّه بالربّ يسوع والتعلّم منه هو المرسل من عند الآب، والمرسلنا إلى إخوتنا كي نصل معهم إلى الآب السماويّ. فهو القائل "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا" (يوحنا 20/21)."