دينيّة
29 تشرين الأول 2017, 14:00

"يسوع الملك"... حكاية بدأت مع الأب يعقوب الكبّوشي

ميريام الزيناتي
ملك يقف على أعلى التلّة، تلّة شهدت على مرّ السّنوات انتصارات حكّام من مختلف بلدان العالم. هنا يقف الملك فاتحًا يديه، متأهّلًا بكل الزّوار وكأنّه يخبرهم عن مدى محبّته.

في عيده اليوم، لا بدّ من التوقّف عند تاريخ تمثال يسوع الملك الذي يرتفع على التلّة المدعوّة "خرائب الملوك"، المطلّة على نهر الكلب حيث كان يقف الأب يعقوب الكبّوشي أمام رسوم الحكّام الأجانب الذين حكموا لبنان على مرّ السّنوات وكتاباتهم، متمنّيًا أن يكون لملك الملوك تمثالًا يعلو فوق كلّ الأحكام الأرضيّة.  

الأب الكبّوشي الذي تخوّف من زوال لبنان، قرّر بناء تمثال المسيح حارسًا قويًّا يبسطُ يديه على الجميع ليحتضن لبنان ويحميه من كلّ الشّرور. وفي العام 1950، تمّ شراء الأرض وشُرع في بناء الدّير ليقام فيه القدّاس الإلهيّ الأوّل يوم عيد يسوع الملك في الأحد الأخير من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر 1951.

وبعد إنقضاء عام، ارتفع تمثال المسيح الملك الذي هندسه الفنان الإيطالي إرنستو باليني على قاعدة ترتفع 57 مترًا عن الأرض بعد أن نُقل من إيطاليا إلى لبنان، تمثال يزن 75 طنًّا، ويعلو 12 مترًا، وتزن كلّ يدّ من يدَيه المفتوحتين 5 أطنان. 

تمثال يسوع الملك يحمل في معالمه رموزًا من عطاء الأب يعقوب الكبّوشي الغيور على مسيحيّته ووطنه، تمثال يتغنّى به اللّبنانيّون عمومًا والمسيحيّون خصوصًا، فعسى أن يدرك كلّ مؤمن في عيده اليوم، أنّ يسوع المسيح هو وحده الملك!