إنتقال السيّدة العذراء
نحتفل بانتقال مريم العذراء بتاريخ ١٥ آب، وهو من الأعياد الكبرى في حياة المسيحيّين.
في هذه المناسبة، نتذكّر مجد أمّنا مريم مع الله.
حُدِّدَ عيد الانتقال، بتاريخ ١٥ آب منذ الجيل الخامس. هو عيد أمّنا مريم العذراء، سلطانة السماء والأرض التي يقول فيها المجمع الفاتيكاني الثاني، عدد 59: "إنَّ العذراء البريئة، وقد وقاها الله من كلِّ دنسِ الخطيئةِ الأصليّة، بعد أن كَمَّلت مجرى حياتها الزمنيّة، صَعِدت بالنفس والجسد إلى مجدِ السماء، وعظَّمها الربّ كملكة العالمين".
الانتقال بحسب اللغة اللاتينيّة، يعني سحب أو أخذ، هذا ما يدلّ على أنّ الله رفعها إلى السماء بالجسد والنفس، بفضل امتياز خاصّ.
بكلمة "نعم"، إلى الله، استقبلت مريم، في جسدها من هو سيّد الحياة، ذاك الذي ليس للموت أيّ سلطانٍ عليه: يسوع المسيح، مبدأ الحياة، والجسد الذي امتلأ بهذا الحضور الإلهيّ لن يناله الفساد.
عاشت مريم حياتها من دون خطيئة، عاشت حياةً ممتلئة من الروح القدس.
وبعد أن أكملت مجرى حياتها الزمنيّة، رُفعت إلى السماء، لكي تدخل حياة الله.
لذلك، الانتقال، هو الاحتفال باستقبال مريم في الحياة الأبديّة، بنفسها وجسدها.
قيامةُ يسوع تبلّغنا إعلانًا بقيامتنا الشخصيّة، لذا نقول في قانون الإيمان: "ونترجّى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي."
الإيمان بيسوع ابن الله الذي تجسّد حبًّا بنا ومات وقام من بين الأموات من أجل خلاصنا، هو أيضًا إيمانٌ بإقامة الأجساد (غير رفع مريم بجسدها وروحها) وبالحياة الأبديّة.
بدأ الاحتفال بانتقال مريم أو رقادها، كما يذكر في شرقنا المسيحيّ، سنة ٤٣١ في مجمع أفسس، حيث أعلنت عقيدة: "مريم أم الله".
وعقيدة الانتقال ثبّتها البابا بيوس١٣ سنة ١٩٥٠.
إخوتي الأحبّاء، عندما أضع إيماني في يسوع القائم من الموت، فأنا أضع حياتي في قلب الله.
أتمنّى لنا جميعًا أن نحيا في حضن الله لكي نحقّق رغبات قلبه، آمين.