دينيّة
21 تموز 2017, 13:00

للهندسة الخارقة والصّلاة الصّادقة.. دير السّيّدة الأرثوذكسيّ في الشّمال

تمارا شقير
يتميّز بنمطه الهندسيّ الفريد من نوعه.. تطلّ قببه القرميديّة الحمراء شامخة فوق تلال الكورة، ويُعدّ من أحدث الأديرة في البطريركيّة الأنطاكيّة.. هو دير السّيدة- الشّفيعة الحارّة في بدبّا.

 

يرتفع الدّير 300 مترًا عن سطح البحر ويبعد 580 كيلومترًا عن العاصمة بيروت، بُني عام 1994 بعدما قرّر خادم رعيّة بدبّا الأب كاسيانوس بناء دير وتأسيس جماعة رهبانيّة.

غادر الأب كاسيانوس الرّعيّة عام 1990 وتوجّه إلى دير ستافرونيكيتا في جبل آثوس حيث التقى الأب بايسيوس الآثوسيّ الّذي نصحه باتّباع حياة رهبانيّة تنصّ على عيش الرّهبان معًا في الدّير، فعاد الأب كاسيانوس إلى بدبّا في أيلول/ سبتمبر 1992 وباشر أعمال بناء الدّير التي استمرّت عامين.

وفي 13 كانون الأوّل/ ديسمبر عام 2000 كُرّست كنيسة الدّير لرقاد السّيّدة ولعيد الصّعود، وتميّزت بمخطّطها الهندسيّ الجامع بين تصميمين تقليديين: فقسم منها على شكل بازيليكا، وقسم آخر شرقيّ ثلاثيّ الأضلاع تُكلّله قبّة في الوسط.

في البازيليكا صفّان من الأقواس يقسمان إلى صحن رئيسيّ وجناحين جانبيّين لكلّ منهما كابيلا، واحدة مكرّسة للقدّيس يوحنا المعمدان والثّانية ليواكيم وحنّة.

تتطابق زخرفة الكنيسة وقواعد التّقليد البيزنطيّ فتقتصر على تفاصيل بسيطة: تعلو المدخل الرّئيسيّ للكنيسة قبّة مرتفعة، وعلى جانبيه لوحة فسيفساء كبيرة تُمثّل العذراء مريم ويسوع المسيح، الإيقونسطاس الخشبيّ نقشت عليه زخارف، والباب الملوكيّ تحجبه ستارة كحليّة اللّون مطرّزة بأيقونة للعائلة المقدّسة.

يسحر جمال دير السّيدة- الشّفيعة الحارّة في بدبّا كلّ مؤمن يزوره للصّلاة والتّأمل، ففيه تنفح العذراء مريم المؤمنين نسمة إيمان وخشوع يُشبّعون بها قلوبهم فتمتلئ محبّة ورجاءً لها ولابنها يسوع المسيح.