دينيّة
24 أيار 2018, 13:00

إلى من يحتاج الله؟

ماريلين صليبي
الله هو الخالق الأزليّ والأبديّ، هو ملك الملوك ومخلّص العالم، هو المدبّر الوحيد وراسم ملامح حياة البشر، ولكن هل يكون الله بحاجة إلى أحدهم؟

 

"الله يحتاج لأشخاص يحملون مغفرته ورحمته إلى العالم".. هذا ما غرّد به البابا فرنسيس، تغريدة تؤكّد أنّ الله العظيم والكامل يبقى بحاجة إلى من يعكس وجهه الطّيّب.

هي حاجة بعيدة عن العوز والضّعف والعجز، هي مشاركة وعطاء ومساندة، فالله يُشرك الإنسان بمشروعه الخلاصيّ، إذ يوصيه بالتّبشير باسمه وبنشر الخير والسّلام أينما يحلّ، وبالتّصرّف بحسب وصايا الله وتعاليمه.

ألا نصلّي في "الأبانا": "كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا"؟ لهذا، يدعونا الله لنتمثّل  بمغفرته ورحمته، هو الذي يتقبّل خطايانا ويمحو آثامنا مجدِّدًا إيّانا بالمحبّة، ها إنّه بحاجة إلى أن نسامح المسيئين إلينا لنكون مرآة لرحمته اللّامتناهية، نبني جسور تواصل وحوار مع إخوتنا في الإنسانيّة.

بهذا، تتجلّى الرّسالة المسيحيّة، تُرفع القيم ساميةً، تتألّق الرّحمة متوّجة العلاقات، فلا انتقام ولا أخذ بالثّأر ولا حقد ولا بغض ولا غيرة ولا كراهية، بل المحبّة ثمّ المحبّة ثمّ المحبّة!

الله إذًا يريد من أبناء بيعته أن ينشروا المحبّة والصّلاح والصّبر والعطاء والخير في أرجاء أرض باتت مسرحًا للخلافات والأنانيّة والتّنافس في عصر الانحطاط والفساد.