البابا فرنسيس: الكنيسة امرأة
"الكنيسة امرأة، وهي أُمّ وعندما يغيب هذا الجانب من هويّتها تصبح منظّمة خيريّة أو فريق كرة قدم؛ أمّا عندما تصبح الكنيسة رجلاً تصبح "كنيسة عوانس" غير قادرين على الحبّ والخصوبة".
وأكّد أنّ "الأناجيل تشير إلى مريم على الدّوام على أنّها أمّ يسوع ولا كأرملة يوسف وبالتّالي فإنّ أمومتها تطوف الكتاب المقدّس بأسره منذ البشارة وحتّى النّهاية. ميزة فهمها آباء الكنيسة منذ البداية، وهي تبلغ الكنيسة بأسرها وتغمرها. الكنيسة هي امرأة، هي عروس، هي أمٌّ وتلد. إنّها عروس وأمّ. ويذهب آباء الكنيسة أبعد من هذا ويقولون: "حتّى نفسك هي عروسة للمسيح وأمّ"؛ وفي هذا الموقف الّذي يأتي من مريم، الّتي هي أمّ الكنيسة، يمكننا أن نفهم بُعد الكنيسة كامرأة والّذي إذا غاب تفقد الكنيسة هويّتها وتصبح منظّمة خيريّة أو فريق كرة قدم أو أيّ شيء آخر غير الكنيسة.
وحدها الكنيسة المرأة يمكنها أن تتحلّى بمواقف خصوبة، بحسب مشيئة الله الّذي أراد أن يولد من امرأة ليعلّمنا درب المرأة هذه. وبالتّالي من الأهمّيّة بمكان أن تكون الكنيسة امرأة وأن تتحلّى بموقف العروس والأمّ. وعندما ننسى هذا الأمر، تصبح الكنيسة رجلاً، وتصبح كنيسة من العوانس الّذين يعيشون في عزلة وهم غير قادرين على الحبّ والخصوبة. بدون المرأة لا يمكن للكنيسة أن تسير قدمًا، لأنّها امرأة، وموقف المرأة هذا يأتينا من مريم لأنَّ هذا ما أراده يسوع.
إنَّ الفضيلة الّتي تميِّز المرأة بشكل خاصّ هي الحنان، فكما ولدت مريم "ابنها البكر وقَمَّطَتهُ وأَضجَعَتهُ في مِذوَدٍ" هكذا أيضًا تشكّل العناية بالآخر بتواضع ووداعة ميزة الأمّهات الأكبر. إنّ الكنيسة الّتي هي أمّ تسير على درب الحنان. هي تعرف لغة حكمة الحنان والصّمت والنّظرة الّتي تعرف كيف تشفق. حتّى النّفس الّتي تعيش هذا الانتماء للكنيسة، عالمة أنّها أمّ عليها أن تسير أيضًا على هذه الدّرب أيّ أن تكون وديعة وحنونة، مبتسمة ومُفعمة بالحبّ!".