الفاتيكان
04 أيار 2022, 09:30

البابا فرنسيس للصّيادلة: يمكنكم أن تساعدونا في إزالة القناع عن خداع الرّفاهيّة الزّائفة

تيلي لوميار/ نورسات
على القيمة الاجتماعيّة والثّقافيّة الّيتي يحملها العمل الصّيدليّ، وعلى دوره في إرساء "حياة جيّدة حقيقيّة" بعيدًا عن "الرّفاهيّة الزّائفة"، أضاء البابا فرنسيس خلال كلمة توجّه بها إلى المسؤولين في الاتّحاد الدّوليّ للصّيادلة الكاثوليك، أمس الإثنين، خلال استقبالهم في بيت القدّيسة مرتا في الفاتيكان، مثمّنًا دورهم في فترة الجائحة، كـ"نقطة مرجعيّة" بالنّسبة للمواطنين.

وفي تفاصيل الكلمة، قال البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "إنَّ جائحة فيروس الكورونا قد وضعت الصّيادلة، إذا جاز التّعبير، في الصّفوف الأماميّة. لقد وجد المواطنون، الّذين غالبًا ما كانوا ضائعين، فيكم نقطة مرجعيّة لكي يحصلوا على المساعدة والمشورة والمعلومات وأيضًا- كما نعرف جيّدًا- لكي يكونوا قادرين على أن يُجروا بسرعة الاختبارات اللّازمة للحياة والنّشاطات اليوميّة. أعتقد أنّ وضع الأزمة هذا قد أثار أيضًا في بيئتكم المهنيّة الحاجة إلى "التّكتُّل"، لكي تعضدوا بعضكم البعض. ويجب على هذا الأمر أن يكون حافزًا للاتّحاد. ولذلك أهنّئ اتّحادكم لأنّه كان قادرًا على قراءة هذه الأزمة كفرصة وأعاد إطلاق قيمة الالتزام التّرابطيّ، النّموذجيّ للتّقاليد الكاثوليكيّة.

أريد أن أعود إلى دوركم الاجتماعيّ. إنَّ الصّيادلة هم بمثابة "جسر" بين المواطنين والنّظام الصّحّيّ. هذا أمر بيروقراطيّ جدًّا، والأكثر من ذلك، أنّ الوباء قد عرّضه لمحنة قاسية، ممّا أدّى إلى إبطاء الإجراءات، إن لم يكن إلى شلِّّها. وينطوي هذا الأمر بشكل ملموس بالنّسبة للشّخص المريض على قدر أكبر من الصّعوبات، ومعاناة أكبر، ولسوء الحظّ، على المزيد من الضّرر لصحّته. في هذا السّياق، تقدّم فئة الصّيادلة مساهمة مزدوجة للخير العامّ: فهي تخفّف العبء عن النّظام الصّحّيّ وتخفّف من التّوتّر الاجتماعيّ. بالطّبع، يجب أن يتمّ لعب هذا الدّور بحكمة كبيرة وجدّيّة مهنيّة، ولكن بالنّسبة للنّاس، فإنّ جانب القرب، والمشورة، والألفة الّتي يجب أن تميّز الرّعاية الصّحّيّة، جميع هذه الأمور هي مهمّة جدًّا.

هناك جانب آخر أودّ أن أذكره، وله أيضًا قيمة اجتماعيّة وثقافيّة، وهو المساهمة الّتي يمكن للصّيادلة أن يقدّموها من أجل الارتداد إلى إيكولوجيا متكاملة. جميعنا مدعوّون لكي نتعلّم أسلوب حياة أكثر احترامًا للبيئة الّتي وضعنا الله فيها، بيتنا المشترك. وفي نمط الحياة هذا تدخل أيضًا الطّريقة السّليمة لتناول الطّعام وأسلوب العيش بشكل عامّ. أعتقد أنّه يمكن للصّيادلة أيضًا أن يثقّفوا الأشخاص حول هذا الأمر، وأن يعزّزوا حكمة أكبر في عيش حياة سليمة. في هذا الأمر يمكنكم أن تستلهموا من التّقاليد الألفيّة الّتي تعود هنا في أوروبا إلى الصّيدليّات القديمة للأديار. ولكن اليوم، بفضل الله، يمكن إغناء هذه الجذور بمعرفة وممارسات الثّقافات الأخرى، مثل الثّقافات الشّرقيّة أو ثقافات الشّعوب الأصليّة في الأميركيّتين. وبالتّالي أودّ أن أقول إنّكم أيّها الصّيادلة يمكنكم أن تساعدونا في إزالة القناع عن خداع الرّفاهيّة الزّائفة وأن تعلِّمونا "حياة جيّدة" حقيقيّة، لا تكون امتيازًا لقليلين وإنّما في متناول الجميع.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أتمنّى لكم كلّ الخير في عملكم وفي مسيرتكم التّرابطيّة. أبارككم من كلِّ قلبي وأوكلكم إلى شفاعة العذراء مريم وشفيعكم القدّيس يوحنّا ليوناردي. ورجاء لا تنسوا أن تُصلّوا من أجلي."