الفاتيكان
24 تشرين الثاني 2016, 07:52

البطريرك الراعي يشارك في احتفال عيد الاستقلال في روما

شارك غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الموجود في الفاتيكان، في احتفال عيد استقلال لبنان الذي دعت اليه السفارة اللبنانية في روما بحضور حشد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين اللبنانيين والعرب والاجانب.

 

في بداية الاحتفال القى القائم باعمال السفارة اللبنانية لدى الدولة الايطالية السيد كريم خليل كلمة ترحيبية اعتبر فيها ان العيد يكتسب ميزة خاصة هذه السنة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وبحضور غبطة البطريرك الراعي منوها بالعلاقات الاخوية التي تربط بين لبنان والدولة ايطاليا، كما لفت الى ان لبنان يتطلع دائمًا لاقامة افضل العلاقات مع كافة الدول الامر الذي يجعله صاحب دور مميز في الاسرة الدولية.

من جهته القى البطريرك الراعي كلمة شكر قال فيها: " يسرني ان اشكر باسمكم القائم بالاعمال  السيد كريم خليل الذي دعاني الى الاحتفال بعيد الاستقلال السادس والسبعين لوطننا الحبيب لبنان، كما اشكر سعادة القنصل. احيي جميع الحضور وكل اللبنانيين في لبنان وبلدان الانتشار بهذه المناسبة المميزة.واود ان اتوجه اليهم بأحر التهاني بانتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، واتوجه الى فخامته بالمعايدة والتهنئة كما والى دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والى دولة رئيس حكومة تصريف الاعمال الاستاذ تمام سلام والى دولة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الشيخ سعد الحريري. ونتمنى للسلطات اللبنانية وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية التوفيق والنجاح والعمل بوحدة وتكامل في المسار لكي تعكس افضل صورة عن دولتنا في العالم ومن اجل تأمين الخير العام لشعبنا المقيم والمغترب على كافة الاصعدة. ولهم نعطي كل ثقتنا واملنا ونحن واثقون انه باستطاعتهم ان يقودوا الوطن الى ميناء الخلاص.        

وتتجلى في هذه المناسبة وكما ارى امامي وحدة العيش اللبناني المشترك، المسيحي- الاسلامي وهذا نموذج ومثال مميز في حياتنا الوطنية اللبنانية.

لقد دلّ الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال في لبنان والعرض العسكري بحضور فخامة رئيس الجمهورية واصحاب الدولة والى جانبهم كل الفعاليات الدينية والمدنية، على مرحلة جديدة تطل على لبنان وعلى روح متجددة في تداول السلطات بارادة مسؤولة.

احيي كافة السلطات الرسمية الايطالية الحاضرة معنا اليوم وكل الدول الممثلة عبر سفرائها وبعثاتها الدبلوماسية هنا وتربط لبنان معها افضل علاقات المودة والتعاون، على قاعدة الايمان بالعيش المشترك واحترام الاديان والحضارات والتعاون السياسي والاقتصادي."

واضاف الكردينال الراعي: "علاقتنا مع روما كانت وما زالت وستبقى مميزة وهي تعود الى ايام سلفي البطريرك ارميا العمشيتي في المجمع اللاتراني الرابع سنة 1215، وتأسيس المعهد الماروني الحبري في 27حزيران 1584، ايام البابا غريغوريوس الثالث عشر. هذان الحدثان كان لهما الاثر العميق في ادخال الحضارة العربية الى روما.

صحيح اننا نحتفل اليوم بفرح كبير بذكرى الاستقلال اللبناني بعد سنتين وخمسة اشهر من الفراغ الرئاسي، انما في الوقت عينه تحزن قلوبنا الحروب المتواصلة في الشرق الاوسط والنزاعات والازمات في فلسطين والاراضي المقدسة، في العراق، سوريا، اليمن، ليبيا وغيرها. لذلك نناشد الاسرة الدولية والدول المعنية وقف الحروب وتجنب وقوع المزيد من الضحايا والدمار والخسائر. فالحرب لا تحل شيئًا انما تزيد الامور تعقيدا وتضاعف المشاكل والانقسامات. فهل يعقل القبول ان تطيح المصالح الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية لبعض الدول بالعدالة وتنمية الدول وقدسية الحياة البشرية وكرامة الانسان وحقوقه؟"

وختم نيافته: "نطالب المجتمع الدولي بايجاد الحلول السلمية والسياسية للحروب الدائرة في الشرق الاوسط وبناء سلام عادل وشامل ودائم وبعودة كل المهجرين واللاجئين والمخطوفين الى اراضيهم بكرامة واحترام لحقوقهم ولمواطنيتهم."