دينيّة
14 شباط 2020, 14:00

الحبّ على طريقة فالنتينوس...

ماريلين صليبي
لون أحمر صاخب، دبب متربّعة في الأرجاء، قلوب متطايرة في الوسط، هذه هي الأجواء في هذا اليوم المنتظَر لدى كثيرين، أجواء يتميّز بها تاريخ 14 شباط/فبراير، أجواء تجعل من عيد القدّيس فالنتينوس مناسبة حارّة يحتفل بها عشّاق العالم.

هذه الأجواء الرّمزيّة جعلت من عيد القدّيس فالنتينوس يتحوّل إلى عيد الحبّ والغرام والهدايا والورود، فالعيد الدّينيّ اتّخذ أشكالًا منحرفة عن معناه الأساسيّ على مرّ السّنين، إذ هو في الأصل مناسبة لاختبار الحبّ الحقيقيّ البريء الذي نقله إلينا القدّيس فالنتينوس من خلال تجربته المباركة.

شفيع الحبّ ومحامي العشّاق في كلّ العالم، كرّس حياته للجماعة المسيحيّة وتقوية إيمانها، فمحاربته الاضطهاد كانت بسلاح الحبّ والعصيان الجريء والإيمان الثّابت، نهجٌ لا بدّ من أن يشكّل أمثولة يتّبعها كثيرون في علاقاتهم مع إخوتهم بالإنسانيّة.

ليكن إذًا عيد الحبّ هذا العام شرارة أمل تنبع من نفوسنا، لندرك أنّ الحبّ الحقيقيّ هو ذاك الذي يصنعه الرّبّ ويبادلنا به، هو الحبّ الذي يتجسّد بالرّحمة اللّامتناهية والرّجاء اللّانهائيّ.

الحبّ هو القبلة التي يطبعها الرّفيق على وجنة صديقه من دون غشّ، هو السّلام الذي تنثره الملائكة السّماويّة على البشريّة، هو المودّة ودحض الأذيّة والإطاحة بالبغض والجشع والكبرياء.

لم يخف القدّيس فالنتينوس من أن يستشهد لأجل إيمانه بالله وبيسوع المسيح، فليكن هذا العيد مناسبة ليكون الحبّ الصّادق الإلهيّ بوصلة حياتنا وهدف تصرّفاتنا.