دينيّة
02 نيسان 2021, 13:00

الرّجاء وسط حزن الجمعة العظيمة...

ماريلين صليبي
في الجمعة العظيمة، شلّال من الأحزان يغدق علينا... الحزن على تعذيب المسيح وحمله صليبًا ثقيلًا طوال طريق الجلجلة، الحزن على صلب ملك الكون وغرس المسامير في يديه المباركتين وجلده، الحزن على موت مخلّص الكون وقبره، الحزن على دموع أمّنا مريم وحرقة قلبها على عذاب إبنها الوحيد، الحزن على نكران بطرس لمعلّمه يسوع المسيح ثلاث مرّات...

ولكن في أقسى وأوجّ وأعظم مشاعر الحزن المختَبَرة في هذا اليوم، بارقة رجاء يمكن استخلاصها من أحداث طريق الجلجلة. الرّجاء بعد مساندة سمعان القيروانيّ يسوع في حمله الصّليب، الرّجاء بعد هرولة القدّيسة  فيرونيكا صوب المسيح لمسح عرقه ودمه بمنديل طُبع وجهه عليه، الرّجاء بعد مرافقة يوحنّا الحبيب لوالدة الله ومواساتها كإبن لها...

في صميم الوجع إذًا لا بدّ من أن تُضاء بوادر الأمل، فما من حزن دائم مع الرّبّ، إذ إنّ المعجزات تتحقّق في صلب تضحياتنا، والفرح الحقيقيّ يأتي بعد تسليمنا لإرادة الله. لنمشِ طريق الجلجلة مهما كانت صعبة، إذ لا بدّ من أن يوصلنا الرّجاء إلى القيامة والحياة الأبديّة...