دينيّة
11 آذار 2019, 14:00

الصّوم... توبة فشفاء!

ماريلين صليبي
الصّوم فترة روحيّة يغمرها الخشوع والإيمان والرّجاء. هو زمن باعثٌ للنِّعم والتّعاليم والأسرار الإلهيّة لتتجدّد النّفوس بالمسيح وتنال الشّفاء التّام من آصام الرّوح.

 

الصّوم واحة مياه تروي عطش النّفس إلى الخلاص، فيه تتفتّح الأزهار طيّبة بعد فترة جفاف طويل وتتراقص الأشجار أملًا بعد فترة من اليباس والموت.

ما بعد الصّوم إذًا ليس كما قبله، فهو مرحلة مفصليّة يعيشها المؤمن بالتّوبة ليصل إلى برّ الشّفاء التّامّ، فالصّوم لطالما كان في الكتاب المقدّس وفي خبرة الكنيسة مرتبطًا بالتّوبة ويعبّر عنها.

التّوبة التي تتألّق من خلال ممارسة التّقشّفات والتّضحيات بمحبّة ورحمة وقناعة وصمت وفرح وصلاة هي سير في درب الصّلاح والخير من أجل خدمة الآخر ومساندته، درب تكون النّهاية فيه بداية حياة مسيحيّة متجدّدة بالإيمان مع المسيح.

والصّوم مرآة تعكس وجه المسيح الطّبيب الشّافي الذي تجلّت رحمته في الآيات والأعاجيب التي تذكرها الأناجيل.

التّوبة والشّفاء إذًا بعدان متلازمان، وتوبتنا للمسيح في الصّوم إنّما هي توبتنا إلى طبيبنا الشّافي الذي ما جاء ليديننا بل ليشفينا من جروحنا.

فالخطيئة أشبه بالجرح الموجع، وهي خبيثة كالمرض، إلّا أنّ المسيح يداويها بحبّه اللّامحدود، فلا مرض مستعصٍ مع الرّبّ ولا شفاء إلّا بالتّوبة في الصّوم!