المسيح قام.. حقاً قام يُوحّدنا الزمن غصباً عنّا في عيد الفصح الشرقي والغربي
ماذا قال المجمع النيقاوي؟
1) على الكنيسة أن تعيد عيد الفصح الكبير، بعد عيد الفصح اليهودي. لان عيد الفصح اليهودي هو رمز سابق لعيد الفصح المسيحاني الحقيقي.
2) على الكنيسة ان تعيّد عيد الفصح بعد اعتدال فصل الربيع.
3) على الكنيسة ان تعيد عيد الفصح بعد القمر البدر في آذار، وقد عيدت الكنيسة كلها سوية لاكثر من 850 سنة هذا العيد، وابتدأ الفرق بين العيدين بعد الانشقاق الكبير بعد ان رفضت الكنيسة الارثوذكسية قرار البابا غريغوريوس بإزالة الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية. هذا القرار رفضته الكنيسة الأرثوذكسية مطالبة بمجمع مسكوني لإقرار ذلك فكان جواب البابا انّ هذا ليس قراراً عقائدياً لإقامة مجمع لأجل ذلك بل هو قرار زمني علمي بعد أن برهن أحد علماء الفلك في الاسكندرية سوسيجينس أن الدورة السنوية للقمر تأخرت عن الدورة الشمسية لأكثر من 8 ايام لذلك وجب «تضبيط» الدورتين وقد قرر البابا ذلك.
تقويمان عندنا
تقويم قمري وتقويم شمسي وقد اصبح عندنا بعدها تقويمان تقويم أقرّه يوليوس قيصر وقد سميّ تقويم «يولي» وتقويم نسب الى اسم البابا غريغوريوس وقد سمّي بالتقويم «الغريغوري» او ما يسمى بالتقويم الشرقي او الرزنامة الشرقية (كلندار) او ما يسمى بالتقويم الغربي او الرزنامة الغربية (كلندار) الاول يتبع الدورة الشمسية للشمس والثاني يتبع الدورة القمرية للقمر. لكن يجب ان نعرف انه لا فرق هناك بين الكنيستين في الايمان بحقيقة عقيدة القيامة فالقيامة قيامة الرب يسوع حقيقة ايمانية ثابتة عند مؤمني الكنيستين وجميعهم يعلن ويقول: المسيح قام، حقاً قام!
المسيح قام من بين الاموات وقهر الموت بالموت، واعطى الحياة للذين في القبور.
ما هو الفرق بين التقويم القمري والتقويم الشمسي؟
التقويم القمري: يعتمد حركة القمر بالنسبة الى الارض لحساب الزمن اما الشهر القمري فهو الشهر اللازم ليتم القمر دورته الكاملة حول الارض. وهي: 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة.
والسنة القمرية اثنا عشر شهراً (12) قمرياً اي 354 يوماً و8 ساعات و48 ثانية.
التقويم الشمسي: يعتمد على حركة الأرض بالنسبة إلى الشمس لحساب الزمن.
فالسنة الشمسية هي المدّة اللازمة لدوران الارض حول الشمس. منطلقة من نقطة الاعتدال الربيع الى وقت رجوعها الى النقطة ذاتها.
السنة الشمسية تتألف من 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة ونحو 46 ثانية.
إصلاح يوليوس قيصر والفلكي سوسيجنيس
طلب يوليوس قيصر من الفلكي سوسيجنيس «تظبيط» الخطأ في احتساب الزمن للسنة الفلكية.
فزاد هذا الفلكي 6 ساعات على كل سنة. فأصبحت هذه الزيادة يوماً كاملاً كل 4 سنوات. واضيف هذا اليوم الى شهر شباط فيصبح عندها شهر شباط 29 يوماً وتسمى هذه السنة السنة كبيساً (اي تكبس السنة باضافة يوم عليها، المطران بطرس المعلم، لماذا لا نعيد معاً باستمرار أمسيات الاحد، جونيه 2007).
وقد سمي هذا التقويم، التقويم اليولي، نسبة الى يوليوس قيصر وهو الحساب الشرقي، وتتألف السنة فيه من 365 يوماً و6 ساعات.
البابا غريغوريوس الثالث عشر والحساب الغريغوري:
حساب يوليوس قيصر زاد على السنة الفلكية الحقيقية (1) دقيقة، ونحو 14 ثانية فأصبحت هذه الزيادة بعد الف سنة قيمة قدرها: 7 ايام و17 ساعة و50 دقيقة.
الفرق 10 ايام
سنة 1582 اصبح الفرق بين السنة الفلكية الحقيقية والحساب اليولي أو الشرقي عشرة ايام. فقرر البابا غريغوريوس اصلاح الحساب ليزيل الفرق بين الحساب القمري والحساب الشمسي «فأمر ان ينتقل الخميس الواقع في الرابع من تشرين الاول (اليومي) الى يوم الجمعة الواقع فيه الخامس عشر منه (الغريغوري)» (المطران بطرس المعلم) وهنا رفضت بعض الكنائس الشرقية هذا القرار ووقع الفرق بالرغم من صلاة المسيح: ليكونوا واحداً.
مجمع نيقية سنة 325
قرر: 1) إلزامية تعييد عيد الفصح بعد الفصح اليهودي.
2) بعد الاعتدال الربيعي.
3) بعد القمر البدر في آذار.
مسيح واحد..عقيدة واحدة
اقتراح الحلّ: الأحد الثاني أو الثالث من نيسان يكون هو الحل المناسب لقرار مجمع نيقية. ولإزالة الشك بين فرق العيدين وإعطاء الفرح للمسيحيين بالتعييد مع بعضهم. فلا يدفنه هؤلاء ويقيمه أولئك في أوقات متفرقة والمسيح واحد والعقيدة واحدة ونلبي رغبة الحركة المسكونية واقتراح قداسة البابا فرنسيس فنصرخ سوية قائلين: المسيح قام حقاً قام.
المسيح قام من بين الأموات وقهر الموت بالموت وأعطى الحياة للّذين في القبور: آمين.
(مقالي في جريدة الانوار السبت 12 آذار 2016، ازيلوا هذا الشك بين العيدين).
وقد ثمّنت الكنيسة الكاثوليكية على أتباعها الكاثوليك أن يعيّدوا مع إخوتهم الأرثوذكس سوية العيد الأرثوذكسي حيث هم أقلية كما في قبرص واليونان وروسيا أما في بقية البلدان حيث هم أكثرية فيعيّدون عيد الفصح بحسب حسابهم وتقويمهم وهذا ما يفعله الموارنة في لبنان لأنهم هم الاكثرية عند المسيحيين.