الفاتيكان
31 آذار 2020, 11:15

"المشرّدون في زمن كورونا" في صلاة البابا فرنسيس اليوم

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البابا فرنسيس اليوم صلاته إلى الله، خلال قدّاسه الصّباحيّ في كابيلا القدّيسة مرتا، من أجل المشرّدين في زمن الكورونا "الّذين لا مكان لديهم ليذهبوا إليه لكي يتنبّه لهم رجال ونساء المجتمع ويساعدوهم ولكي تقبلهم الكنيسة".

وذكّر بعدها بأنّ "يسوع قد جعل من نفسه خطيئة لكي يخلّصنا وجاء إلى العالم لكي يأخذ خطايانا على عاتقه بموته على الصّليب، وبالتّالي علينا أن نتأمّل يسوع على الصّليب ونشكره"، وتابع يقول بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ الحيّة بالتّأكيد ليست حيوانًا لطيفًا وهي ترتبط دائمًا بالشّرّ. حتّى في الوحي الحيّة هي الحيوان الّذي يستعمله الشّيطان ليحمل الإنسان على الخطيئة. وفي سفر الرّؤيا يُدعى الشّيطان الحيّة القديمة الّتي تلدغ وتسمّم وتدمّر وتقتل، وبالتّالي فهو يقترح علينا أمورًا تبدو جميلة فنصدّقها ونُخطئ. وهذا ما حصل مع شعب إسرائيل في الصّحراء. يقول لنا سفر العدد: "ضَجِرَت نُفوسُ الشَّعبِ في الطَّريق. وتَكَلَّمَ الشَّعبُ على اللهِ وعلى موسى وقالوا: "لِماذا أَصعَدتَنا مِن مِصرَ لِنَموتَ في البَرِّيَّة؟ فإنَّه لَيسَ لَنا خُبزٌ ولا ماءٌ، وقد سَئِمَتْ نُفوسُنا هَذا الطَّعامَ الخَفيف"، فراحوا يتخيّلون يتذكّرون الأكل في مصر، ويبدو أن الرّبّ لم يتحمّل موقف الشّعب هذا، فغضب وأحيانًا يمكننا أن نرى غضبه... فأَرسَلَ الرَّب على الشَّعبِ حَيَّاتٍ نارِيَّة، فلَدَغَتِ الشَّعب وماتَ قَومٌ كَثيرونَ من إِسْرائيل.

في هذه الحالة، الحيّة هي صورة للشّرّ على الدّوام فالشّعب قد رأى في الحيّة خطيئته؛ فأَقبَلَ الشَّعبُ على موسى وقالوا: "قد خَطِئنا، إِذ تَكَلَّمْنا على الرَّبَ وعلَيكَ، فادعُ الرَّبَّ أَن يُزيلَ عَنَّا الحَيَّات"، وتابوا... فَتَضَرَّعَ موسى لأَجلِ الشَّعْب. فقالَ الرَّبُّ لِموسى: "إصنَعْ لَكَ حَيَّةً وارفَعها على سارِية، فكُلّ لَديغٍ يَنظر إِلَيها يَحْيا". لكن هذا الأمر يجعلني أفكّر: أليست هذه عبادة أصنام؟ إذ هناك الحيّة، الصّنم الّذي يعطيني الحياة... إنّه أمر يصعب فهمه. لا يمكننا فهمه بحسب المنطق لأنّه نبوءة وإعلان لما سيحدث وهو ما سمعناه في الإنجيل: "متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو وأَنِّي لا أَعمَلُ شَيئًا مِن عِندي بل أَقولُ ما علَّمَني الآب.

إِنَّ الَّذي أَرسَلَني هو معي لَم يَترُكْني وَحْدي لأَنِّي أَعمَلُ دائِمًا أَبَدًا ما يُرْضيه". لقد رُفع يسوع على الصّليب وموسى صنع حيّة ورفعها، وبالتّالي فإنّ يسوع سيُرفع، كالحيّة، لكي يعطي الخلاص. لكنَّ نواة هذه النّبوءة هو أنّ يسوع قد جعل من نفسه خطيئة من أجلنا، لقد كان بلا خطيئة ولكنّه جعل من نفسه خطيئة كما يقول القدّيس بطرس في رسالته: "هو الَّذي حَمَلَ خَطايانا في جَسَدِه على الخَشَبة لِكَي نَموتَ عن خَطايانا فنَحْيا لِلبِرّ". لذلك وعندما ننظر إلى المصلوب لنفكّر بالرّبّ الّذي تألّم، وهذا كلّه حقيقيّ، لقد جعل من نفسه خطيئة، وأخذ خطايانا على عاتقه وأخلى ذاته وواضع نفسه حتّى الآن. إنّ الصّليب حقيقيّ وكان نوعًا من القصاص وكان هناك أيضًا انتقام علماء الشّريعة وجميع الّذين كانوا يرفضون يسوع وهذا أيضًا حقيقيّ وصحيح، لكنّ الحقيقة الّتي تأتي من الله هي أنّه جاء إلى العالم لكي يحمل خطايانا في جسده لدرجة أنّه جعل من نفسه خطيئة.

علينا أن نعتاد على النّظر إلى المصلوب في نور هذه الحقيقة، نور الفداء. ففي يسوع الّذي جعل من نفسه خطيئة، يمكننا أن نجد انكسار المسيح الّذي تألّم ومات وحيدًا متروكًا... وهذا أمر ليس من السّهل فهمه، وحتّى إن فكّرنا فلن نجد أبدًا جوابًا نهائيًّا، لذلك علينا أن نتأمّل به ونرفع إليه صلاتنا ونشكره".

وفي ختام الذّبيحة الإلهيّة، دعا البابا فرنسيس المؤمنين إلى المناولة الرّوحيّة.