لبنان
03 آب 2023, 05:00

المطارنة الموارنة يستذكرون بألم ضحايا تفجير المرفأ ويدعمون مطلب الأهالي بلجنة دوليّة لتقصّي الحقائق

تيلي لوميار/ نورسات
عقد المطارنة الموارنة أمس الأربعاء اجتماعهم الشّهريّ في الصّرح البطريركيّ في الدّيمان، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، ومُشارَكة الرّؤساء العامّين للرّهبانيّات المارونيّة. وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع اصدروا البيان التّالي:

"1ً- يهنّئ الآباء الرّهبانيّتين المريميّة والأنطونيّة بعقد مجمعيهما العاميّن وانتخاب الرّئيسين العامّين الأباتي إدمون رزق والأباتي جوزف أبو رعد مع مجلسي المدبّرين، ويسألون الله أن يمنّ عليهم جميعًا بروح الحكمة والفطنة والخدمة والمحبّة الأخويّة، والغيرة على تحقيق دعوتهم في السّعي إلى الكمال ونشر ملكوت الله في العالم، فتبقى رهبانيّاتنا مثالاً للجميع ومنبعًا للقداسة.

2ً-  بعد يومين يستذكر الآباء بالألم والصّلاة ضحايا تفجير مرفأ بيروت الّذين سقطوا في ذاك الرّابع من آب سنة 2020. ويطالبون في الوقت عينه برفع التّدخّل السّياسيّ في التّحقيقات الّتي يجب أن يستكملها المحقّق العدليّ. ويدعمون مطلب أهالي الضّحايا بلجنة دوليّة لتقصّي الحقائق، وبإقرار التّعويضات عن الضّحايا والجرحى والبيوت المتهدّمة.

3ً-  يشكر الآباء السّيّد جان- إيڤ لودريان موفد الرّئيس الفرنسيّ والدّول الممثّلة في اللّجنة الخماسيّة الخاصّة على جهودهم المبذولة لمعالجة أزمة انتخاب رئيس للجمهوريّة والسّير بالإصلاحات المطلوبة لإعادة بناء الدّولة وتأمين موجبات تعافيها. ويلحّون بالطّلب إلى السّادة النّوّاب للقيام بواجبهم الوطنيّ والدّستوريّ في وضع حدّ للتّمادي في أسر رئاسة الجمهوريّة والإفراج بالتّالي عن الموقع الأوّل في الدّولة، الّذي فيه يكتمل عقدها ويستقيم عملها.

4ً-  يُلاحِّظ الآباء بكثيرٍ من الاستغراب ارتفاع وتيرة الحديث السّياسيّ والإعلاميّ عن مواصفات الحكم، فيما البلاد تشهد تهاويًا لبنائها وللعلاقات بين مُكوِّناتها السّياسيّة. ويذكِّرون العاملين على هذا الصّعيد بأنّ السّبب الأبرز لما نحن فيه يكمن في عدم تنفيذ كامل بنود اتّفاق الوفاق الوطنيّ، نصًّا وروحًا، داعين إلى العودة إليه، ففيه دواء شافٍ للاضطراب الحاصل في شؤون مستقبل الدّيمقراطيّة والحرّيّات والعدالة والمساواة في لبنان.

5ً-  يجدِّد الآباء تمنّياتهم التزام الجهات السّياسيّة والإعلاميّة بأصول التّخاطب بعيدًا عن النّزاعيّة والعنف، اللّذين يؤجِّجان نيران الخلافات في وقتٍ يحتاج لبنان إلى أجواء هادئة تُسهم في إيجاد الحلول لمشاكله المُتعدِّدة.

6ً-  يُبدي الآباء ارتياحهم إلى الحركة السّياحيّة الّتي يشهدها لبنان هذا الصّيف، والّتي ترتفع أحجامها أسبوعًا بعد آخر. وإذ يرحّبون بالسّوّاح العرب والأجانب، يحيّون من صميم القلب لبنانيّي الانتشار، سواء من المحيط العربيّ أو أُوروبا وأفريقيا وأستراليا والأميركيّتين، على شهادة محبّتهم لوطنهم وتعلّقهم به وغيرتهم على خدمة مصالحه، فضلاً عمّا يوفّرون له من انتعاشٍ هو في أمسّ الحاجة إليه في أيّامه العصبية.

7ً-  توقّف الآباء بقلقٍ أمام ما تشهده مدينة صيدا ومخيّم الفلسطينيّين في عين الحلوة من اشتباكاتٍ وتبادل لإطلاق النّار بين فصائل فلسطينيّة، أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى وإلى إقفال المدينة وترويع أهاليها. ويدعون الحكومة والمؤسّسات العسكريّة والأمنيّة إلى اتّخاذ إجراءاتٍ عاجلة وحاسمة، تضع حدًّا نهائيًّا لتفلّت السّلاح في المخيّم، متمنّين العودة إلى الأمن الشّرعيّ وحده.

8ً-  تحتفل الكنيسة خلال هذا الشّهر بعيدي تجلّي الرّبّ وانتقال السّيّدة العذراء إلى السّماء بالنّفس والجسد. كما تحتفل بالأيّام العالميّة للشّبيبة في البرتغال، كما يحتفل غبطة البطريرك بالقّداس الإلهيّ في هذه المناسبة. يتمنّى الآباء نجاح هذه الأيّام العالميّة الـ 37، ويدعون أبناءهم وبناتهم إلى إحياء هذه الأعياد بالصّلاة والتّقوى وعمل الخير، ملتمسين من الله بشفاعة العذراء والقدّيسين أن يمنّ عليهم بالنّعم الّتي يحتاجونها وبالصبر على تحمّل المحن الّتي يرزحون تحت ثقلها، وأن يعيد إلى لبنان والعالم الأمن والألفة والسّلام".