دينيّة
05 آذار 2020, 14:00

تدبير كنسيّ لمحاربة كورونا... كيف تلقّفه المسيحيّون؟

ماريلين صليبي
لأنّ أبرز طرق انتقال فيروس كورونا هي المسافة القريبة بين الأشخاص والمصافحة والقبلات... مخافة تغلغلت في نفوس بعض المؤمنين من أن تكون دور العبادة مكانًا خصبًا للعدوى، لما فيها من تجمّعات واختلاط بالنّاس.

المديريّة العامّة للأوقاف الإسلاميّة طلبت من المصلّين اتّباع الطّرق الوقائيّة، فمَن يشعر بأعراض مرضيّة يجب أن يلزم منزله، فهل الكنائس مستعدّة لتغيير أصول المشاركة بالقداديس؟

لأنّ المشاركة بالقدّاس هو أعظم فعل إيمان ولأنّ الرّبّ هو الحامي، لا شيء يمنع من الحضور إلى الكنائس، على أن يبقى الأساس أيضًا الالتزام بتعليمات وزراة الصّحّة.

لكنّ المخافة لدى البعض بدّدها بيان صادر عن المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشّهريّ مفاده: "لتبادل السّلام من دون المصافحة، ولإعطاء المناولة باليد تحت شكل الخبز فقط، وذلك كتدبيرٍ مؤقّت إلى حين انتهاء هذه الظّاهرة."

إذًا تدبير وقائيّ تمّ اتّخاذه بخصوص الصّلوات في الكنائس، قد يساهم في الحدّ من انتقال الفيروس اللّاإراديّ. تدبير لا ينفصل عن مبدأ المسيحيّة العامّ، أيّ الثّبات في الإيمان وعدم التّسليم للخوف، لأنّ المرض صليب يسكبه الله في حياة البشريّة ليطهّرها وينقّيها من شوائب الخطيئة.

ولكن، في مقابل ذلك، أصداء ارتفعت مندّدة بالقرار الكنسيّ المستجدّ، فقد انتشر على مواقع التّواصل الإجتماعيّ هاشتاغ: #لن_أتناول_القربان_المقدس_بيدي، بإعتبار أنّ المناولة باليد خطيئة مميتة ودنس يمارسه الكاهن والمؤمن. هؤلاء المؤمنون المستنكرون قرار الكنيسة يعتبرون أنّهم مستعدّون للموت في سبيل الرّبّ وجاهزون للإصابة بفيروس كورونا والاتّحاد بالوجع والمرض، لأنّ المناولة باليد، بالنّسبة إليهم، قلّة احترام لجسد المسيح الحيّ ولدمه المحيي.

بناء عليه، أوضح راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون في رسالة إلى رعايا الأبرشيّة خلفيّات وأهداف هذا التّدبير، قائلًا إنّه تعبير عن المحبّة تجاه بعضنا البعض لأنّ جميعنا يجب أن نلاقي إخوتنا في مخاوفهم ورغبتهم في الوقاية، خصوصًا أنّه يرتكز على أساس لاهوتيّ قديم وعلى تقليدنا المارونيّ الذي نجد له أثرًا واضحًا في ترتيلة الشّكر بعد المناولة: "قد أكلت جسدك المقدّس لا تأكلني النّار؛ وعيناي التي مسّت به رحمتك تبصر".

إذًا، بصعوبة تلقّف المسيحيّون قرار مجلس المطارنة الموارنة الأخير، غير أنّ الأهمّ يبقى الاتّحاد بالإيمان، فبعض المعطيات اللّاهوتيّة والكنسيّة تساعدنا على قبول هذا القرار بسلام وبروح الطّاعة والمحبّة للكنيسة وللإخوة.