مصر
15 كانون الأول 2022, 06:55

تواضروس الثّاني: بالصّلوات الدّائمة والعين المرفوعة نمتلك العين النّقيّة والرّحيمة

تيلي لوميار/ نورسات
العين الرّحيمة" كانت محور اجتماع الأربعاء الّذي عقده بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني، مواصلاً سلسلة "حكمة الأصوام في كنيستنا".

وفي هذا الأسبوع تناول جزءًا من الأصحاح السّادس في إنجيل متّى والأعداد (٢٢ – ٢٤)، والّذي يُقرأ في الأحد الأوّل من الصّوم الكبير، وأشار إلى الآية المميّزة لهذا الصّوم: "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ" (مت ٦: ٢٢)، وأوضح بعض صفات العين، قائلاً بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة": العين هي "كمرآة، تبيّن طبيعة الإنسان، وكأنّها نافذة له، ومدخل للمعرفة، ومن خلال العين يعرف الإنسان ٧٥٪ من المعلومات، ومن خلالها دخلت الخطية، "فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ" (تك ٣: ٦)."

كما أنّ "العين تتكوّن من أعضاء، مثال الجفن لحماية العين، "لِتَنْظُرْ عَيْنَاكَ إِلَى قُدَّامِكَ، وَأَجْفَانُكَ إِلَى أَمَامِكَ مُسْتَقِيمًا" (أم ٤: ٢٥)، وأيضًا عليها حاجب، خلقه الله لجمال العين، والحاجب المنخفض علامة اتّضاع، "جِيلٌ مَا أَرْفَعَ عَيْنَيْهِ، وَحَوَاجِبُهُ مُرْتَفِعَةٌ. جِيلٌ أَسْنَانُهُ سُيُوفٌ، وَأَضْرَاسُهُ سَكَاكِينُ، لأَكْلِ الْمَسَاكِينِ عَنِ الأَرْضِ وَالْفُقَرَاءِ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ" (أم ٣٠: ١٣ - ١٤)، وتوجد الحدقة، "احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا، وَشَرِيعَتِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ" (أم ٧: ٢)، كما توجد الدّموع وهي الأهمّ، لأنّها تعبّر عن مشاعر الإنسان، "تَيَهَانِي رَاقَبْتَ. اجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ. أَمَا هِيَ فِي سِفْرِكَ؟" (مز ٥٦: ٨).

وأكّد بابا الأقباط أنّه كلّما اقتربنا من "الكلمة المقدّسة أعيننا ستستنير"، متناولاً إصلاح العين في آحاد الصّوم الكبير، من خلال:

"- الأحد الأوّل (أحد الكنوز): العين البسيطة تُنير والعين الشّرّيرة تُظلم الإنسان، "فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا" (مت ٦: ٢٢ و٢٣).

- أحد التّجربة: العين القنوعة تكتفي، "وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا" (مت ٤: ٨).

- أحد الابن الضّالّ: العين المتحنّنة (الأب) تستر، والعين التّائبة (الابن الضّالّ) متّضعة، بينما العين المعاندة قاسية "ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ!" (لو ١٥: ٣٠).

- أحد السّامريّة: العين المتسامحة تجعل الآخر يصير إنسانًا صالحًا، "هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟" (يو ٤: ٢٩).

- أحد المخلّع: العين الخادمة تشعر وتسند الآخر، "يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ" (يو ٥: ٧).  

- أحد المولود أعمى: العين النّقيّة لها بصيرة داخليّة، "أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ" (يو ٩: ٢٥).

- أحد الشّعانين: العين السّماويّة، "أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ" (رؤ ٣: ١٨)، الكحل الّذي يجعل العين تبصر هو كلمة الله".

وفي الختام، أوصى تواضروس الثّاني في عظته بوضع صورة المسيح المصلوب أمامنا دائمًا، من أجل تحريك المشاعر والدّموع لتنقية القلب والفكر، مشيرًا إلى أنّه "بالصّلوات الدّائمة والعين المرفوعة نمتلك العين النّقيّة والرّحيمة".