تواضروس الثّاني يوضح ماهيّة عمل الكاهن وأبعاد علاقاته
في تعليمه، تناول البابا عمل الأب الكاهن وأبعاد علاقاته مشيرًا إلى العلامات المشتركة المفترض أن تتوافر لدى الكهنة، وهي أن يكونوا: شهودًا أصحّاء، معلّمين أقوياء، وأناسًا محبّين عظيمين.
وأوضح ماهيّة عمل الأب الكاهن، شارحًا أنّ عليه أن يكون:
كما أوضح قداسة البابا "ما هو عمل الأب الكاهن؟" كالتالي:
"1- مُفتقِدًا: يقوم بالافتقاد الدّائم كأب، فالأبوّة هي قمة الرّعاية.
2- واعظًا: هو مُعلِّم قويّ، ويُقدم قراءاته ومعرفته للشّعب بما يناسب لهم حسب أعمارهم وثقافتهم.
3- مُعرِّفًا: يأخذ اعترافات الرّعيّة، لأنّ الاعتراف هو شكل من أشكال الطّبّ الرّوحيّ المريح للنّفوس، وهذا أصعب عمل يقوم به.
4- مُعمّرًا: هو نشيط ويقوم بعمل المشروعات الّتي تخدم المجتمع والكنيسة، لأنّ الكنيسة لها دورين: دور روحيّ خلاصيّ ودور اجتماعيّ لخدمة المجتمع بكلّ وسيلة.
5- مُصلّيًا: يُسبّح ويُرنّم من القلب بلسان الشّعب، وهو مسؤول أن يشرح للنّاس الصّلوات والألحان وما إلى ذلك.
6- مُجاملاً: أن يكون مشاركًا بالقلب في مختلف المواقف، "فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ" (رو ١٢: ١٥).
7- قدوة: هو نموذج ومثال للرّعيّة كعضو دائم في كلّ بيت."
ثمّ تناول البابا تواضروس الثّاني 7 أبعاد لعلاقات الكاهن، وهي بحسب المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة:
"1- علاقته مع نفسه: وتتطلّب الصّراحة وفحص النّفس ومراجعتها باستمرار، لئلّا تتسلّل إليها عثرة ما، فيقوم بتعديل سلوكه.
2- علاقته مع أسرته: وتتطلّب رعاية زوجته وأولاده، الّذين يحتاجون إلى سعادة التّواجد، وذلك بتقديم الوقت الجيّد لهم.
3- علاقته مع أخوته الكهنة: وتتطلّب اللّياقة، والتّعامل بوقار الكهنوت، وأن يُقدّم التّعاون والمودّة الأخويّة وحفظ السّرّ، وأن يصنع ما يليق مع كلّ أحد.
4- علاقته مع أسقفه: وتتطلّب الأمانة الكاملة، وأن يكون أمينًا في تقديم المعلومة، وفي الاعتراف بالخطأ، ولديه أمانة في التّأديب (القانون)، وفي الأمور الماليّة بصفة عامّة فيما يخصّ الخدمة، "كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" (رؤ ٢: ١٠).
5- علاقته مع الشّعب: وتتطلّب الأبوّة، لأنّ الله أرسله بمسؤوليّة الأب الّذي يحبّ ويسامح ويشجّع ويتأنّى، وأن يسلك بحكمة، وتكون العلاقة فيها شبع روحيّ ومعرفيّ وجسديّ، وأيضًا فيض المحبّة.
6- علاقته مع كنيسته: وتتطلّب شهادة الحقّ، وأن يُعلّم بتعاليم الكنيسة، ويسلك السّلوك المستقيم في حفظ العقيدة وتقديمها، ويهتمّ بالتّراث في الألحان واللّغة القبطيّة، لأنّ كنيستنا المصريّة واحدة من أقدم الكنائس في العالم.
7- علاقته مع مسيحه: وتتطلّب معرفة شخصيّة وعبادة بالرّوح، لأنّ العبادة بالرّوح هي الأساس، وأن يعيش بالإنجيل، الّذي أسماه ذهبيّ الفمّ "منجم لآلئ"، وأن يشرح العبادة لشعبه بصورة حيّة بالصّلوات من أجلهم."