الفاتيكان
22 كانون الأول 2020, 06:00

ثلاثة مواقف يدعو إليها البابا فرنسيس في مسيرتنا نحو الميلاد، ما هي؟

تيلي لوميار/ نورسات
دعا البابا فرنسيس موظّفي الكرسيّ الرسوليّ ودولة حاضرة الفاتيكان، خلال تقديمهم التّهاني بعيد الميلاد، إلى "اتّخاذ ثلاثة مواقف" في زمن الميلاد هذا، زمن الطّوارئ الصّحّيّة، حاثًّا إيّاهم على "إعادة الاكتشاف، التّأمّل، والإعلان"، فتوجّه إليهم بكلمة مفسّرًا ذلك، وقال نقلاً عن "فاتيكان نيوز":

"عيد الميلاد هو عيد فرح "لأنّ يسوع قد وُلِد من أجلنا" ونحن جميعًا مدعوّون للذّهاب نحوه؛ والمثال يقدّمه لنا الرّعاة. علينا نحن أيضًا أن نذهب إلى يسوع: أن نتخلّص من سباتنا، وضجرنا، واللّامبالاة والخوف، ولاسيّما في وقت الطّوارئ الصّحّيّة هذا، حيث يصعب أن نجد حماس الحياة والإيمان. بالتّشبّه بالرّعاة، نحن مدعوّون لاتّخاذ ثلاثة مواقف: إعادة الاكتشاف، التّأمّل، والإعلان.

من المهمّ إعادة اكتشاف ميلاد ابن الله باعتباره أعظم حدث في التّاريخ. إنّه الحدث الّذي تنبّأ به الأنبياء قبل قرون من وقوعه. إنّه الحدث الّذي لا يزال يتمّ الحديث عنه اليوم: ما هي الشّخصيّة التّاريخيّة الّتي يتمّ الحديث عنها كما يتمُّ التّحدّث عن يسوع؟ لقد مرّ عشرون قرنًا ويسوع هو حيّ أكثر من أيّ وقت مضى. والّذين يبتعدون عنه، يقدّمون بسلوكهم شهادة أخرى ليسوع: بدونه يسقط الإنسان في الشّرّ: في الخطيئة، والرّذيلة، والأنانيّة، والعنف، والكراهيّة. الكلمة صار جسدًا وسكن بيننا: هذا هو الحدث الّذي يجب أن نعيد اكتشافه.

الموقف الثّاني هو موقف التّأمّل. يقول الرّعاة: "هَلُمَّ فَنَرَى ما حَدَثَ، ذاكَ الَّذي أَخبَرَنا بِه الرَّبّ": أيّ دعونا نتأمّل ونصلّي. وهنا أجمل مثال أعطتنا إيّاه أمّ يسوع، مريم: كانت تحفظ في قلبها وتتأمّل... وبالتّأمّل ماذا نكتشف؟ يخبرنا القدّيس بولس: "فلَمَّا ظَهَرَ لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنا ومَحَبَّتُه لِلبَشَر، لم يَنظُرْ إِلى أَعمالِ بِرٍّ عمِلْناها نَحنُ، بل على قَدْرِ رَحَمَتِه خَلَّصَنا بِغُسْلِ الميلادِ الثَّاني والتَّجديدِ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ". نكتشف أنّ الله يظهر صلاحه في الطّفل يسوع. من الّذي لا يشعر بالحنان أمام طفل صغير؟ في الطّفل يسوع يظهر الله محبوبًا ومليئًا بالصّلاح والوداعة. إنَّ إلهًا كهذا يمكننا حقًّا أن نحبّه من كلّ قلوبنا. لقد أظهر الله صلاحه ليخلّصنا. وماذا يعني أن نُخلَّص؟ يعني أن ندخل في حياة الله، ونُصبح أبناء الله بالتّبنّي بواسطة المعموديّة. هذا هو المعنى العظيم لعيد الميلاد: الله يصبح إنسانًا لكي نصبح أبناء الله.

أصبح الأقنوم الثّاني من الثّالوث الأقدس، إنسانًا، لكي يصبح الأخ الأكبر، وبكرًا لإخوة كثيرين. وبالتّالي يخلّصنا الله بالمعموديّة. وإزاء هذا الواقع- وهنا الموقف الثّالث- لا يمكننا الامتناع عن إعلانه. وكيف علينا أن نقوم بذلك؟ لننظر مرّة أخرى إلى الرّعاة: "رَجَعَ الرُّعاةُ وهم يُمَجِّدونَ الله ويُسَبِّحونَه على كُلِّ ما سَمِعوا ورَأَوا كَما قيلَ لَهم". لقد عادوا إلى حياتهم اليوميّة. وبالتّالي علينا نحن أيضًا أن نعود إلى حياتنا اليوميّة: يمرّ عيد الميلاد، ولكن يجب أن نعود إلى حياة العائلة، والعمل، بعد أن نكون قد تحوّلنا، وبالتّالي علينا أن نعود فيما نحن نمجّد لله ونسبّحه على كلّ ما سمعناه ورأينا. علينا أن نحمل البشرى السّارّة إلى العالم: يسوع هو مخلّصنا. ولا يمكن للصّعوبات والآلام أن تحجب نور الميلاد، الّذي يولّد فرحًا حميمًا لا يمكن لشيء أو لأحد أن يسلبنا إيّاه.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أجدّد امتناني وتقديري لعملكم. كثيرون منكم هم قدوة للآخرين: يعملون من أجل العائلة بروح خدمة للكنيسة وعلى الدّوام بالفرح الّذي يأتي من الإدراك بأنّ الله هو دائمًا بيننا وهو الله معنا. إنَّ الفرح مُعدٍ وهو مفيد لجماعة العمل بأسرها. كونوا فرحين وشهودًا للفرح! أتمنّى لكم جميعًا عيد ميلاد مجيد!".