دينيّة
07 آذار 2021, 08:00

خاصّ– الخوري سعاده: بزمن الصّوم المقدّس، تعالوا نفرح وسط ما يُحيط بنا من حزن!

غلوريا بو خليل
ها قد وصلنا اليوم إلى منتصف زمن الصّوم الكبير المبارك، إلى أحد الإبن الشّاطر للقدّيس لوقا (لو 15 / 11 – 32). يحدّثنا إنجيل اليوم من جهة عن الإبن الشّاطر الذي شطر قلب أبيه برحيله وبعودته انشطر عن الخطيئة، ومن جهة أخرى عن الأخ الأكبر الذي ضلّ طريقه أيضًا وهو في قلب المنزل فكان ضلاله أخطر. لقراءة هذا النصّ الإنجيليّ وفهم أبعاده، كان لموقعنا حديث مع خادم رعيّة سيّدة المعونات في زوق مكايل الخوري سمعان سعاده.

"بزمن الصّوم المقدّس، تعالوا نفرح وسط ما يُحيط بنا من حزن! نترجّى رغم انعدام وضوح في الرّؤيا، نُسرّ بمصدر ونبع الرّجاء! ليستريح قلبنا بدفء قلب مليئ بالحبّ... بين عالم الله وعالم البشر هوّة عظيمة ردمها صليب المسيح ليعبُر من خلاله كلّ مؤمن بالحياة. يأتي مثل الإبن الضّال كنجمةٍ ساطعة تنير دربنا لتدلّنا على الطّريق، "أنا هو الطّريق والحقّ والحياة لا يأتي أحد إلى الآب، إلّا بي" (يو 14/ 6)". بهذه الكلمات استهلّ الخوري سعاده حديثه.

وتابع موضحًا: "قرن مخلّصنا، الحبّ والمسامحة والحنان والرّحمة بواقعة ما جسّده عمله الفدائيّ إثباتًا للقول بالفعل، لتُصبح مكانتك محفوظة لك، إن كنت إبنًا أصغر أم أكبر، لأنّ الحبّ يبقى هو الأكبر.

أبٌ مُحبّ، عرّفنا عنه يسوع إلهنا، بهذا المثل الذّائع والمشهور عالميًّا. إبن أصغر ضلّ الطّريق بابتعاده عن البيت الوالديّ، كذلك إبن أكبر أيضًا وإن لم يُغادر البيت. العبرة تكمن بالتّوبة الحقيقيّة بانفتاح القلب على المسامحة النّاتجة عن الحبّ والرّحمة، وما "تحرّكت أحشاؤه" إلّا دلالة على الرّحم الرّحيم، والمسامحة غير المشروطة، "علينا أن نفرح لأنّ ابني هذا كان ميتًا فعاش وضالًّا فوجد"."

وأكمل خادم رعيّة سيّدة المعونات قائلًا: "ضلّت البشريّة طريق العودة، وسارت خلف شهواتها وآلهتها، مُتّجهة نحو السّحيق، لتُدمّر نفسها بنفسها، كما يقول صاحب المزامير "قال الجاهل في قلبه، لا إله"(مز 14/ 1). فإذا غاب الله عن عالم، ينطفئ فيه النّور فَيُصبحَ فيه "أبناء الظلمة أحكم من أبناء الملكوت في جيلهم"، وتبدّل القيم فيه يُضحي المسار الطّبيعيّ."

وإختتم الخوري سعاده ناقلًا صورة مجتمعنا الحاضر شارحًا: "يُضرب مثل الإبن الضّال عالميًّا، لكلّ من ضلّ الطّريق، تكمن الخطورة والانحراف والتّشويه في من وما يُمثّله الإبن الأكبر الذي يجتاح مجتمعاتنا، مٌقدّمًا نفسه بأنّه الأصلح لعالمنا ولذاته بينما يخفي الطّمع والكره وسائر الرّذائل خلف ادّعاء لصورة مظاهريّة، والأخطر هو التّشويه لصورة الأب الذي أخبرنا عنه الإبن الوحيد."