دينيّة
26 حزيران 2022, 07:00

خاصّ- الخوري كرم: المسيح لا يعطينا القدرة فقط لصنع آياته، بل يجعل منّا آية

نورسات
"في زَمَن العنصَرَة، نَتَأمَّل بِنصوص في الكِتاب المُقدَّس، نَكتَشِف من خلالها عَمَل الرّوح في حياة المؤمِن." هكذا استهلّ كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم تأمّله للأحد الرّابع من زمن العنصرة في إنجيل القدّيس لوقا (10/21 - 24) بعنوان "يسوع يبتهج بالرّوح".

وتابع: "نَضَع أمامَكُم سَبعَة مفاعيل لِروح الله، نَتَأمَّل بِها في هذا النَّصّ:

1. الرِّسالَة: التِّلميذ الذي يَمتَلِئ بالرّوح القدس، يَنطَلِق مِن أجل الخِدمَة ويُتَمِّم العَمَل بِفَرَح النّجاح، "فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: "يَا رَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!"." (لوقا 10: 17)

2. المواهِب: الرّوح يَمنَح المواهِب مِن أجل الخِدمَة فَيُتَمِّم الرَّسول النّشاط بِدَعمَة مِنَ السّماء وبِقوَّة مِن العلاء، "هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ." (لوقا 10: 19)

3. الرّوح المبرّر: الرّوح يَعمَل في تَقديس النّفوس، بِقدر التّفاعل مَعَهُ والطّاعَة للمشيئَة الإِلهِيَّة، كلّ شيء يَخضَع للمؤمِن. المُكافَأة هي الوَعد بِالحياة، "وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ". (لوقا 10: 20)

4. التّسبيح: الرّوح يَضَع في أفواهِنا ألسِنَة التّسبيح ويَمنَحنا موهِبَة الألسُن، "وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرّوح وَقَالَ: "أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ."" (لوقا 10: 21)

5. الوِلادَة الجديدَة: الرّوح يَجعَلُنا كأطفال، أبناء للآب حيثُ نبني علاقَة شَخصِيَّة مع إله حيّ، فنناديه "يا أبتاه"، "...لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ". (لوقا 10: 21)

6. الوحيّ الإِلهيّ: الرّوح القدس يَمنَحُنا هِبَة النّبوءة، سماع صوت الله، نَكتَشِف أسرار المَلَكوت، نَتَأمَّل بِأعمال الله، "نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ". (لوقا 10: 21)

7. تَجَلّي الرَّبّ: الرّوح القدس يَجعَل المسيح حيًّا وحاضِرًا. كَلِمَتُهُ تَطال المؤمِن "الآن" يَجعَل الإِله الغير المَنظور حاضِر مِن خِلال مُعجِزاتِهِ وثِمار مَحَبَتِّهِ، فَهُوَ يَتماهى في الرّسول، بِهِ يَتَحَرَّك وهو إِمتِداد لِحضورِهِ، "وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالَ: "طُوبَى لِلْعُيُونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ!"" (لوقا 10: 23).

وفي الختام:

·        نَرَى يَسوع في البعد النَبَويّ.

·        عِندَما نَقرأ الكِتاب المُقدَّس، الرَّبّ يَتَكَلَّم.

·        عِندَما نَتأمَّل بالقربان المُقدَّس، نرى يسوع.

·        عِندَما نُعايَن المُعجِزات، نقول هذا هو الرَّبّ!"

وبعبرة للعيش اختتم الخوري كرم تأمّله، فقال: "يحتاج مجتمعنا إلى جرعات قويّة من الرّوح القدس لأنّه وحده ومن خلاله تتواصل مسيرة يسوع التّاريخيّة تحقيقًا لقوله "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي." (يو 14: 12). علاوة على ذلك، لا يعطينا القدرة فقط لصنع آياته، بل يجعل منّا آية.

وهنا السّؤال: ما هِيَ علاقَتُكَ مع الرّوح؟ هل هو الدّائِم، تَرتوي مِن يَنابيع الماء الحيّ، تَسمَع صوتَهُ وتتأمّل بِبَهائِهِ، تنقاد لَهُ وتتمتّع بِثِمار حضورِهِ. تَتَجَهَّز بِمواهِبِهِ وتُحَقِّق رغباتِهِ في خِدمَتِكَ الرّسولِيَّة؟"