دينيّة
27 كانون الأول 2020, 08:00

خاصّ- الخوري كرم: كيف تجابه الأخطار في تاريخ الخلاص؟

غلوريا بو خليل
يصادف عيد القدّيس اسطفانوس أوّل الشّهداء في الأحد الأوّل بعد عيد الميلاد بحسب الكنيسة المارونيّة، فتتأمّل به من خلال إنجيل القدّيس متّى (23/ 29 – 24/ 2)، وتعيش ذكرى استشهاده لأهميّته في حياتنا وتاريخنا المسيحيّ، لاسيّما وأنّنا نعيش الظّلم نفسه في وطننا اليوم، والاستشهاد لم ولن يتوقّف، وهناك دائمًا نفوس وأحبّاء يتألّمون. جاء هذا العيد في هذا الزّمن الميلاديّ ليذكّرنا ويؤكّد أنّ الظّلمة موجدة، ولكننّا أبناء النّور والرّجاء. ولنغوص في تعاليم هذا الإنجيل في هذا الزّمن بالتّحديد، كان لموقعنا حديث ليتورجيّ تعليميّ مع كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم.

إستهلّ الخوري كرم حديثه بالقول: "يسوع يعلن سبع ويلات للكتبة والفرّيسيّين: "ويلٌ لكم أيّها الكتبة والفرّيسيّون المرّاؤون! لأنّكم تبنون قبور الأنبياء وتزيّنون مدافن الصّدّيقين،وتقولون: لو كنّا في أيّام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء. فأنتم تشهدون على أنفسكم أنّكم أبناء قتلة الأنبياء".

وأردف: "تستعمل كلمة القبور في الويلة السّابعة. في بدء الزّمن، كان اليهود يبنون ويزيّنون القبور تكريمًا للأنبياء والقدّيسين. عندما يتذكّرون أجدادهم في التّنكيل، يعلنون بوضوح أنّهم، أيّ أجدادهم، قتلة وخطأة. فبناء القبر هو علامة التّوبة وإرادة التّكفير عن إساءات الأجداد. لكنّ يسوع يقول على الرّغم من أنّهم يعتبرون أنفسهم معلّمين وأبرار لكنّهم سيواصلون عمل أجدادهم في قتل الأنبياء. إنّه برهان بأنّهم هم أيضًا سيبيدون رسل المسيح حين يقعون بين أيديهم. ويسوع يتابع بلهجة ساخرة عند التّنبؤ بموته: "فاملأوا أنتم أيضًا كيل آبائكم" (متّى 23: 32)، لذلك تنبّأ بدينونتهم "أيّها الحيّات أولاد الأفاعي! كيف تهربون من دينونة جهنّم؟" (متّى 23: 33)".

وتابع الخوري كرم متحدّثًا عن "بلاغ الدّينونة الذي يرتكز على ثلاث نقاط:

أ- الظّلم أو الضّرر: الإنجيليّ يرفع ميزانيّة المجازر في إبادة رسل الكنيسة من قبل اليهود. "لذلك ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبةً، فمنهم تقتلون وتصلبون، ومنهم تجلدون في مجامعكم، وتطردون من مدينةٍ إلى مدينةٍ" (متّى 23: 34)

ب- الحكم: دم يسوع ورسله سيأتي عليهم "لكي يأتي عليكم كلّ دمٍ زكيٍّ سفك على الأرض، من دم هابيل الصّدّيق إلى دم زكريّا بن برخيا الّذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (متّى 23: 35).

ج- تثبيت الحكم: يسوع يذكر الجيل الّذي ستقع عليه الدّينونة "الحقّ أقول لكم: إنّ هذا كلّه يأتي على هذا الجيل!" (متّى 23: 36)، ويلمّح بنبوّة دمار الهيكل."

وأوضح خوري رعيّة بشللّي أنّ الإنجيليّ يكرّر الحكم السّابق (متّى 23: 34- 36):

أ- الظّلم: المصير هو الّذي حلّ في رسل الله في العهد القديم، سيحلّ على رسل المسيح.

ب- الحكم: في نفس وضع العهد القديم سيحرمهم الرّبّ من حضوره. الهيكل لن يكون بيت الله "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا." (متّى 23: 38).

ج- تثبيت الحكم: يسوع في خروجه من الهيكل واختفائه، ليس إلّا تعبير عن هجر الله لشعبه. "أنّي أقول لكم: إنّكم لا ترونني من الآن حتّى تقولوا: مباركٌ الآتي باسم الرّبّ!" (متّى 23: 39).

وإختتم الخوري كرم حديثه اللّيتورجيّ سائلًا: "كيف تجابه الأخطار في تاريخ الخلاص؟ وما هو دورك في تهيأة نفسك من أجل استقبال يسوع في الأزمنة الأخيرة؟"