دينيّة
22 آذار 2018, 08:00

خاصّ- القدّيسة رفقا نادتها وأعطتها مياهًا مقدّسة

ريتا كرم
يُقال إنّ القدّيسة رفقا هي حاضرة دائمًا في كنيسة دير مار يوسف في جربتا، وغالبًا ما نسمع أخبارًا تفيد أنّ أحد زوّارها التقى براهبة بظروف عجائبيّة يُرجّح أنّها رفقا نفسها. ولعلّ الشّهادة الّتي وضعها مرشد الدّير الأب بولس قزّي في متناول موقع "نورنيوز" الإخباريّ، تقدّم علامة حيّة لتواجد القدّيسة الدّائم في حنايا المقام.

 

وفي التّفاصيل، قصدت كلوديا بدوي الطّويل إبنة سبعل الشّماليّة دير مار يوسف، في أحد أيّام شهر شباط/ فبراير 2010 العاصف، يرافقها طوني الطّويل وزوجته نسيبة، لبنانيّا الأصل ويقيمان في أستراليا. نسيبة الّتي تصلّي ليسوع ومريم العذراء لا تؤمن بالقدّيسين. هذا الأمر عزّ في قلب كلوديا وأيقظ في نفسها رغبة بتلاوة مسبحتها على نيّة نسيبة. فركعت أمام ضريح رفقا بخشوع وصمت مطبق، تحت أنظار راهبتين كانتا تصلّيان أيضًا وكلّ واحدة منهما على جهة مختلفة من الضّريح. وما أن أنهت صلاتها حتّى نهضت وسارت نحو رفيقيها طارحة السّلام على الرّاهبتين. وإذا براهبة اليمين تتبعها وتناديها وتخبرها أنّ شيئًا غريبًا أمرها بذلك وأن تأتي لها بماء ممزوج بتراب مقدّس من ضريح رفقا وتعطيه لها. وبينما كانت كلوديا تنتظرها بخاصّة أنّها أبلغتها أنّ المسؤولة عن تقديم البخور ليست موجودة حاليًّا، أتت راهبة اليسار وتسامرت مع السّيّدتين وسألتهما أن يرافقاها فتعطيهما بخورًا وذخائر مباركة كونها المسؤولة. تفاجأت كلوديا مرّة جديدة بخاصّة أنّ الرّاهبة الأولى أعلمتها بغياب المسؤولة عن تزويد الزّوّار بالبركة، وأعلمتها أنّها ستلحق بها ما أن تأخذ المياه المقدّسة. وهكذا كان، تسلّمت المياه الممزوجة بالتّراب، وطبعت قبلة شكر على جبهة الرّاهبة، وقصدت الأخرى وأخذت البركة المطعّمة بحوار شيّق عن أعاجيب رفقا قبل أن يغادروا ويطبعوا هذا النّهار المبارك في ذاكرة أيّامهم.

ومع مرور الوقت، بقيت بركة رفقا تفيض نعمًا على كلوديا وعائلتها حتّى حلّ اليوم الّذي اكتشفت فيه، في نيسان/ إبريل 2010، إصابتها بسرطان الثّدي.

وبينما أُخذت خزعة لتشخيص نوع المرض الخبيث، قصدت ورفيقاتها القدّيسة رفقا سائلة عن راهبة اليمين إلّا أنّها لم تجدها بين راهبات الدّير اللّواتي كنّ يصلّين مجتمعات في الكنيسة. وللتّأكّد سألت إحدى الرّاهبات وتدعى أورسولا راوية لها ما حدث، فما كان من الأخيرة إلّا أن جزمت لها أنّ الرّاهبة كانت رفقا بذاتها حاثّة إيّاها على الثّقة والصّلاة والإيمان.

وما أن ظهرت النّتائج الّتي فرضت عليها إجراء عمليّة جراحيّة خلال أربعة أيّام، قامت كلوديا بزيارات روحيّة لعلّ أبرزها كان إلى دير مار أنطونيوس قزحيا حيث تقدّمت من سرّ الاعتراف وطلبت مسحة المرضى. ولأنّ الله قدير ويعمل من خلال أبنائه، ترك الكاهن المعرّف في قلب كلوديا سرورًا ما استطاعت أن تخبّئه، فالأخير أثناء حديثه، ضرب لها المثل برفقا داعيًا إيّاها إلى تحمّل آلامها بفرح على مثالها. هو تلا ذلك على مسامعها بطريقة لا إراديّة، وكأنّ شيئًا داخليًّا دفعه إلى ذلك، وما كان ذلك إلّا علامة رسّخت في ذهن كلوديا أنّ تلك الرّاهبة كانت بالتّأكيد رفقا!

وبعد أن أتمّت نذوراتها، أجرت كلوديا العمليّة بنجاح وتابعت علاجها الكيميائيّ الّذي ترافق مع رشفات مستمرّة من المياه المقدّسة. وها هي اليوم بعد مرور ثماني سنوات تتمتّع بصحّة جيّدة ولا تكفّ عن شكر الله والقدّيسة رفقا على شفاعتها الدّائمة.