دينيّة
10 كانون الثاني 2021, 08:00

خاصّ- ماذا يقول الخوري بو عسّاف عن اعتلان يسوع ليوحنّا المعمدان؟

غلوريا بو خليل
يتجلّى تبيان حقيقة هويّة يسوع للعالم بكشف إلهيّ في بداية حياته العلنيّة، لتكون لنا دعوة للانفتاح على عمل الرّوح الذي وُسمنا به في معموديّتنا في هذا الأحد المبارك حين يصرخ يوحنّا المعمدان في إنجيل يوحنّا الرّسول (1/ 29 – 34) "هَا هُوَ حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العَالَم. هذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: يَأْتِي ورَائِي رَجُلٌ قَدْ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي." وللمضيّ قدمًا في هذا الزّمن المبارك وللتّعمّق بأبعاد هذا الإنجيل المقدّس، كان لموقعنا حديث روحيّ مع كاهن رعيّة مار يوسف شحتول الخوري طوني بو عسّاف.

"في الأحد الأوّل من زمن الدّنح زمن الظّهور والاعتلان نتوقّف مع الكنيسة أمام لوحة إنجيليّة تعكس شهادة يوحنّا المعمدان "عن حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم". ولأنّ الدّنح هو زمن الاعتلان فلا يمكن أن تتحقّق تلك الاعتلانات إلّا بتدخّل الله وتفاعل حامل الرّسالة لأنّه بقدر ما يدرك دوره الذي كلّف به بقدر ما يستطيع إعلان الرّسالة في وقتها. فيصبح هو والرّسالة واحدًا، ويضحي أيقونة تعكس الرّسالة المؤتمن إيصالها إلى أناس ينتظرون ويترجّون. وتصبح حياة المدعوّ صفحة مكتوبة بالحبر الإلهيّ يقرأ النّاس فيها مشروع الله الخلاصيّ لهم. وهنا نرى من خلال نصّ اليوم دور يوحنّا المعمّد والسّابق الذي كان إصبع يده كما تشير معظم الصّور والأيقونات يدلّ إلى "الآتي وراءه وقد صار قدّامه لأنّه كان قبله"." بهذه الكلمات استهلّ الخوري بو عسّاف حديثه.

وتابع شارحًا: "يوحنّا المعمدان الذي رأى وعرف أنّ دوره هو أن يكون شاهدًا لإبن الله، أدرك أنّ له أن ينقص وللمسيح أن ينمو. وهو على عكس الكثيرين من بني البشر لم يؤخذ بالقدرة البشريّة والقوّة التّجيشيّة ليتمتّع بمجد فانٍ بل فعل عكس ذلك. فشهد يوحنّا أنّ يسوع هو حمل الله. إذ ترتكز شهادته هذه على إيمانه الثّالوثيّ بالآب الذي سمع صوته وهو يعمّد الابن يسوع على نهر الأردن والرّوح الذي رآه ينزل على الابن بشكل شبه حمامة. فيكشف من خلال إيمانه أنّ يسوع هو الحمل الذي يرفع خطيئة العالم وهذا هو المخلّص الذي يقدّم ذاته ذبيحة طوعيّة باسم العالم كلّه ليرفع خطيئته، خطيئة العصيان والتّمرّد على الله وعدم الإيمان به. وشهد يوحنّا أيضًا أنّ الرّوح يستقرّ على يسوع لتتمّ نبوءة أشعيا "هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي رضيت عنه نفسي، جعلت روحي عليه فهو يبدي الحقّ للأمم" (اش 1:42). فالرّوح يستقرّ على يسوع ويلازمه في رسالته التّبشيريّة. وهو نفسه الذي يحلّ على التّلاميذ في العلّيّة ويلازمهم في مسيرتهم. وهو الرّوح عينه الذي يحلّ علينا في معموديّتنا وتثبيتنا لنصبح شهودًا في عالم اليوم. وهو الرّوح الذي يلهمنا ويقوّينا لكي تأتي أعمالنا وتصرّفاتنا مطابقة لإيماننا المسيحيّ".

وأضاف: "وشهد يوحنّا أنّ يسوع المسيح هو ابن الله. وهو الذي "رأى وشهد أنّ يسوع هو ابن الله" بالنّسبة إلى يوحنّا المعمدان فقد ظهرت هويّة يسوع. إنّه إعلان إيمانيّ واضح. وهذا الإيمان الذي يعلنه يوحنّا ومن بعده التّلاميذ والرّسل والكنيسة ليس تعبيرًا مبنيًّا على العقيدة وحسب، بل هو نتيجة اختبار حياتيّ نعيشه ونراه ونشهد له ونعلنه أمام الآخرين."

وإختتم الخوري بو عسّاف حديثه الرّوحيّ مصلّيًا: "مع يوحنّا المعمدان والكنيسة نطلب من الله أن يعتلن كلّ يوم في حياتنا فنختبر عمق العلاقة التي تجمعنا به ونؤمن بحضوره في حياتنا ونرى أعماله القديرة فينا ومن خلالنا فنضحي شهودًا حقيقيّين. كلّ التّسبيح للآب والابن والرّوح القدس من الآن وإلى الأبد، آمين."