دينيّة
11 تشرين الأول 2020, 07:00

خاصّ- من كان أمينًا يصبح ابنًا!

غلوريا بو خليل
"ما زلنا في زمن الانتظار... لمجيئه! ولكن كيف؟ بإخلاص وجدّ وسهر وتعب أم بكسل وسوء أمانة...؟ كيف نعيش انتظار السّيّد، كالعبد الأمين أم كالشّرّير؟ هل سيجدنا نؤدّي عملنا بأمانة؟" بهذه التّساؤلات التي تمهّد لجوهر النّصّ الإنجيليّ للقدّيس متّى (24/45-51) في الأحد الرّابع من زمن الصّليب، استهلّ راعي كنيسة القدّيسة ريتا في سنّ الفيل الخوري جان بول أبو غزالة حديثه الرّوحيّ لموقعنا لكي ندرك معنى كلّ آية وأبعادها بهدف التّعمّق بها والعيش الصّحيح.

 

وأكمل الخوري أبو غزالة حديثه عن سؤال الرّبّ يسوع "من هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيّده على أهل بيته، ليعطيهم الطّعام في حينه؟" ليجيب شارحًا "نكون العبد الأمين حين نقضي وقت الانتظار هذا في الاعتناء بإخوتنا، إخوته هؤلاء الصّغار. هل نعتني بهم حقًّا أم نعتني بذاتنا فقط، فنقع في "الأنانيّة المطلقة؟ يقوم الخادم الأمين بتتميم إرادة معلّمه، ولن يتغير شيء في حال تأخّره. وحده الوكيل الأمين المخلص والصّادق يتصرّف بحسب قلب سيّده ويقوم بالخدمة التي أُوكلت إليه في المجتمع أو في الكنيسة، خير قيام."

 

وتابع مشدّدًا على "الطّوبى لذلك العبد" التي أطلقها السّيّد المسيح، فقال: "طوبى لنا إذا جاء ووجدنا نتصرّف كالأبناء لا كالعبيد، فننال مكافأتنا التي هي ترقيتنا، فمن كان أمينًا يصبح ابنًا، والأب يسلّم ابنه الأمين الصّالح كلّ شيء."

 

وإستطرد راعي كنيسة القدّيسة ريتا قائلًا: "صحيح أنّنا لا نعرف متى يأتي ربّ البيت لكن علينا أن نعمل وكأنّه يأتي الآن، يجب أن نشعر دومًا بحضوره لا بغيابه. يعيش الخادم الشّرّير انفصامًا بين إرادة سيّده من جهة، وبين ميوله من جهة أخرى، فيتصرّف عكس وصيّة سيّده. ومعرفتنا أنّ مجيء المسيح سيكون فجائيًّا، تدفعنا أن نكون مستعدّين دومًا، فلا نعيش بلا مبالاة؛ أحيانًا لا نعمل شيئًا لحياتنا الرّوحيّة، الأبديّة... نعمل فقط لهذه الحياة الفانية ونسعى وراء ملذّاتنا. فلنسعَ نحن الوكلاء على بيوتنا ومؤسّساتنا ورعايانا أن نرعاها بحسب إرادة يسوع، وأن نكون يقظين حاضرين للخدمة حتى لا نُفاجأ بساعة مجيء المعلّم."

 

وإختتم الخوري أبو غزالة  مشيرًا إلى "أنّ عودة السّيّد لم تربك الخادم الأمين بل العبد الشّرّير، فكان نصيبه مع المرّائين، فالمرّائي هو الذي يظهر بمظهر مغاير لحالته ولحقيقته. الوكيل الذي لا يطيع سيّده ويستغلّ غيابه مستسلمًا لأهوائه وأنانيّته، من الطّبيعي أن يكون حسابه قاسيًا، فدينونة الله قادمة كقدومه الثّاني."