زيارة الرّاعي إلى الجبل، ماذا في التّفاصيل؟
وشدّد البطريرك المارونيّ مار بشاره بطرس الرّاعي من دارة شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدّروز سامي أبي المنى في شانيه، على "واجب بناء الوحدة الدّاخليّة في لبنان الغنيّ بالقيم الثّمين، ونحن من حيث لا ندري نسقط هذه القيم لتموت".
وقال: "نحن دولة الانفتاح وهذا ما يسمّى بالحياد الإيجابيّ الذي هو من صميم وهوّيّة وطبيعة لبنان، ومن دونه لبنان يفقد دوره ورسالته التي ذكرها القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني".
بدوره رحّب الشيخ كمال أبي المنى بالبطريرك الرّاعي والوفد المرافق، مقدّرا مواقف البطريرك "الوطنيّة التي هي موضع تقدير واحترام وأنتم لا تزالون تدقّون ناقوس الخطر وهمّكم الكبير هو لبنان الوطن والرّسالة والوحدة في التّنوّع ".
وأكّد الشّيخ أبي المنى "أهميّة زيارة البطريرك الرّاعي التّاريخيّة"، واصفًا إيّاها بـ"المعبّرة عن حقيقة الجبل الموحّد الذي نعمل معًا على تكريسه كنموذج صالح لكلّ لبنان ".
وتابع:" مسيرتكم يا صاحب الغبطة سنحوّلها من كلمة طيّبة إلى عمل وحركة استثماريّة اقتصاديّة وبناء يرسّخ وجودنا في هذا الجبل ".
كما وصف العميد رياض شيا في كلمة ألقاها الزّيارة إلى "البيت المعروفي لتكون شهادة على علاقة تأسّست منذ مئات السّنين، وهي زيارة مباركة ببعدها الدّينيّ والرّوحيّ، وهي دعوة إلى القادة والمسؤولين للاقتداء بكما صاحب الغبطة وشيخ العقل للنّهوض بواجباتهم لخلاص الوطن".
وأضاف: "دعوتكم اليوم يا صاحب الغبطة إلى حياد لبنان الايجابيّ أصبحت حاجة ماسّة بعد التّفلّت الذي نشهده فكلّنا معكم في إبعاد لبنان عن حرائق المنطقة فهل يتّعظ هؤلاء قبل أن يعمّ الخراب".
هذا وتوجّه البطريرك الرّاعي والشّيخ أبي المنى إلى دار المطرانيّة في بيت الدين بعد وقفة قصيرة في الباروك حيث بارك أهالي البلدة الذين استقبلوه وشيخ العقل لطائفة الموحّدين الدّروز سامي أبي المنى والوفد المرافق باللّافتات التّرحيبيّة.
وكانت كلمة لرئيس بلديّة الباروك الفريديس إيلي نخلة أشار فيها إلى أنّ "غبطة البطريرك وشيخ العقل هما مدرسة في العيش الواحد نتعلّم منهما ونعلمّ أبناءنا ليزرعوا في النّفوس المحبّة وبناء جبل ناصع على الرّغم من الظّلم الذي تعيشه بلادنا".
بدوره شكر البطريرك الرّاعي للقيّمين حفاوة الاستقبال ولفت إلى أنّه "لا يكفي أن نقول "كلّنا للوطن لأنّه للأسف لسنا كلنا للوطن ولا يكفي أن نقول أنّ لبنان وطن نهائيّ ونجد أنّ الولاء منتقص ولا يمكننا أن نعيش الكذبة بين ما نقول وما نفعل. نحن اليوم في الباروك نقف أمام الوجدان الوطنيّ ونجدّد مع الجميع إيماننا بأنّ لبنان وطن حقيقيّ ونهائيّ لجميع أبنائه وكلّ الولاء له من دون سواه. المؤسف أنّ كلّ البلدان يتلى فيها النّشيد الوطنيّ كاملًا إلّا لبنان نكتفي بالمقطع الأوّل من هنا من أمام نصب رشيد نخلة فلنعلن التزامنا قول نشيدنا الوطنيّ كاملًا لأنّه حلقة متكاملة لا يمكن قطعها لما تحمله من التزام وطنيّ يليق بنا كلبنانيّين".
ورأى الشّيخ أبي المنى أنّ "ما من كلام بعد كلام غبطته الذي بحضوره وأخلاقه الرفيعة يعبّر بلساننا وكلمته كلمتنا".