الفاتيكان
12 أيار 2025, 05:00

زيارتان طبعتا بداية حبريّة البابا لاون الرّابع عشر، ما هما؟

تيلي لوميار/ نورسات
في الأحد الأوّل بعد انتخابه حبرًا أعظم، ترأّس البابا لاون الرّابع عشر القدّاس الإلهيّ على المذبح القريب من قبر القدّيس بطرس أسفل البازيليك الفاتيكانيّة، بمشاركة الرّئيس العامّ لرهبنة القدّيس أغسطينوس الأب أليخاندرو مورال أنطون. ثمّ توقّف البابا للصّلاة أمام أضرحة أسلافه، بحسب بيان صادر عن دار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ.

هذا وكان البابا الجديد قد زار عصر السّبت، للمرّة الأولى كحبر أعظم وبشكل مفاجئ، مزار العذراء سيّدة المشورة الصّالحة في جينازانو الصّغيرة بالقرب من روما، حيث حيّا المئات الّذين تجمّعوا في السّاحة مرّحبين به وباركهم، ثمّ التقى الرّهبان، وصلى بعدها داخل البازيليك أمام المذبح أوّلًا ثمّ أمام صورة العذراء، وترك باقة من الزّهور البيضاء. 

البابا الّذي أكّد سعادته بهذه الزّيارة في بداية خدمته كخليفة للقدّيس بطرس، أهدى البازيليك كأسًا وصينيّة مناولة، وتلا مع الحضور صلاة البابا يوحنّا بولس الثّاني إلى العذراء سيّدة المشورة الصّالحة.

وبحسب "فاتيكاننيوز"، "اختار البابا مكانًا رمزيًّا، فلهذا المزار أهمّيّة خاصّة بالنّسبة لرهبنة القدّيس أغسطينوس الّتي ينتمي إليها البابا الجديد والّتي لها تواجد هنا منذ القرن الثّالث عشر. وتوجد في هذا المزار صورة قديمة للعذراء تأتي من سكوتار الألبانيّة ولها قيمة كبيرة بالنّسبة للأغسطينيّين وأيضًا للبابا لاؤُن الثاّلث عشر والّذي لم يتمكّن من زيارة هذه الكنيسة إلّا أنّه رفعها سنة ١٩٠٣ إلى مستوى بازيليك صغرى."

وفي ختام الزّيارة حيّا البابا جميع مَن كانوا في الكنيسة، ثمّ وجّه كلمة إلى سكّان هذه البلدة المحتشدين خارج الكنيسة لدى خروجه منها، وقال إنّه كانت لديه رغبة كبيرة في أن يأتي إلى هذا المزار في الأيّام الأولى للخدمة الّتي كلفته بها الكنيسة للسّير قدما في هذه الرّسالة كخليفة للقدّيس بطرس. ذكَّر الأب الأقدس من جهة أخرى بزيارته عقب انتخابه الرّئيس العامّ للرّهبنة الأغسطينيّة وأكّد اختيار تقديم الحياة للكنيسة وأيضًا الثّقة في العذراء الأمّ سيّدة المشورة الصّالحة والّتي هي رفيقة نور وحكمة. وأراد البابا في هذ السّياق التّذكير بكلمات مريم الموجَّهة إلى الخدم في عرس قانا الجليل حين قالت: مَهما قالَ لَكم فافعَلوه.

هذا والتقى البابا لاوُن الرّابع عشر بعد ذلك الجماعة الأغسطينيّة في جينازانو ليحيّي بعد ذلك من كانوا خارج البازيليك معربًا عن فرحه لتمكّنه من المجيء إلى هنا والصّلاة إلى العذراء سيّدة المشورة الصّالحة. وقال إنّه قد أتى إلى هنا أكثر من مرّة قبل خمسين سنة تقريبًا، وتحدّث عن وجود صورة العذراء باعتباره عطيّة لسكّان هذه البلدة، عطية تترتب عليها أيضًا مسؤوليّة كبيرة.

وتابع: "فكما أنّ الأمّ لا تترك أبدًا أبناءها عليكم أنتم أيضًا أن تكونوا أمناء للأمّ".

وجه البابا بعد ذلك تحيّة إلى الشّباب الحاضرين وإلى من هم شباب في القلب"، فـ"جميعنا شباب في القلب، أليس كذلك؟"، داعيًا إلى التّحلّي بروح الحماسة في اتِّباع يسوع على مثال مريم. 

وفي الختام، غادر الأب الأقدس مباركًا، ليحيّي بعدها سلفه البابا فرنسيس في بازيليك القدّيسة مريم الكبرى في روما الّتي وصل إليها في السّابعة وخمس دقائق مساء السّبت، بينما كان المؤمنون يستعدّون لتلاوة صلاة المسبحة الورديّة، فوجّه التّحيّة للحاضرين وصافح عددًا منهم.

ثمّ توجّه نحو قبر سلفه للصّلاة ووضع وردة بيضاء وجثا وصلّى حانيًا رأسه لبضع دقائق. بعدها صلّى أمام أيقونة العذراء خلاص الشّعب الرّومانيّ، وتوقّف أمام تمثال مريم العذراء سلطانة السّلام.