لبنان
14 تشرين الثاني 2023, 13:30

سويف من الدّورة- عكّار: نحن مدعوّون لعيش التّلاقي والحوار والتّفاعل البنّاء بين النّاس

تيلي لوميار/ نورسات
"نشكر لله على عطيّة المحبّة، فالإنسان مدعوّ لكي يُحبّ أوّلاً الله، وثانيًا محبّة أخيه الإنسان الّتي تتجلّى خدمة وتضامنًا في الشّدّة والصّعوبة، بالتّجربة والمحنة. فنصبح صانعي سلام خاصّة في هذه الأيّام الّتي نعيشها حيث نختبر الحرب والانقسام ونحن مدعوّون لعيش التّلاقي والحوار والتّفاعل البنّاء بين النّاس."

هذه الدّعوة شدّد عليها راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه في كنيسة سيّدة الانتقال- الدّورة- عكّار، يوم الأحد، في إطار زيارته الرّعويّة الأولى إلى البلدة، عاونه فيه النّائب الأُسقفيّ الخاصّ في عكّار الخورأسقف إلياس جرجس والخوري مطانيوس سابا، بحضور حشد من المؤمنين.  

وأبدى سويف فرحه "لأنّ- بتعبيره- في بلدة الدّورة نختبر العيش الطّبيعيّ والفطريّ للمحبّة وللأُخوّة، ولحوار الحياة اليوميّة حيث أنّ مشروع الكنيسة، والقاعة، هي بيت العائلات المسيحيّة وعلامة الوحدة لأنّ فيها الرّوم الأُرثوذكس وفيها الموارنة مع بعضهم يُشكّلون كنيسة واحدة، رعيّة واحدة، وهذه مسألة فريدة من نوعها ليس فقط في لبنان بل في العالم. إنّه نموذج وحدة العائلة اللّبنانيّة، مسلمون ومسيحيّون يعيشون على هذه الأرض ويصلّون معًا. إنّها قِيَم إنسانيّة ورُقيّ ثقافيّ ودينيّ حقيقيّ".

وكان في استقبال سويف عند وصوله إلى البلدة، رئيس البلديّة خالد السّحمراني ومختار البلدة صالح السحمراني، وقدّ حيّا المفتي الشّيخ زيد بكّار زكريّا ونوّه إلى التّعاون الأخويّ معه ومع المطران باسيليوس منصور. وأكّد للمناسبة أنّ "بلدة الدّورة هي في صلب ما قصده البابوات في ذكرهم أنّ لبنان هو أكثر من وطن إنّه رسالة. ففيها تُعاش القيم الرّوحيّة والإنسانيّة الّتي نفتخر بها وهي تطبع هويّة لبنان برسالته المميّزة في الشّرق، حيث العيش الواحد والمشترك. فالمجتمع في هذه البلدة النّموذجيّة الّتي أعطت مثالاً يُحتذى به في العيش الواحد، هو مزيج من إخواننا المسلمين السّنّة الّذين يعيشون الأخوّة الحقيقيّة إلى جانب إخوتهم المسيحيّين الموارنة والأُرثوذكس. فقد قام أبناؤها بجهودٍ متكافئة من كلّ الطّوائف والمذاهب متكافئين ببناء الكنيسة والحفاظ عليها، فهي تُستَخدَم من الطّوائف المسيحيّة المارونيّة والأرثوذكسيّة بالتّنسيق فيما بينهم بروح الأخوّة والتّضامن."