دينيّة
10 نيسان 2020, 09:00

في الجمعة العظيمة...

ماريلين صليبي
إنّها ليلة الجمعة العظيمة، اللّيلة التي فيها يموت يسوع ابن الإنسان على الصّليب متوجّعًا صارخًا من الآلام المبرحة.

 

هي اللّيلة التي تبكي أمّ الكون مريم غياب فلذ كبدها، ابنها الذي حملته في أحشائها بعد بشارة إلهيّة ملائكيّة، ابنها الفادي الذي عانى الجلد المُرّ والصّلب القاسي والإهانات الجارحة قبل أن ينتصر على الموت بعد ثلاثة أيّام.

في هذه اللّيلة المباركة، لا بدّ لنا نحن المؤمنين أن نتشبّه بأبرار شاركوا المسيح جلجلته، أبرار رسموا مثال الشّهادة والإيمان والبرّ والصّلاح.

لنكن كمريم المجدليّة تائبين مواظبين على الإيمان، وكيوسف الحبيب مساندين وقت الشّدّة، وكسمعان القيروانيّ اليد اليمين في أوقات المحن، وكالقدّيسة فيرونيكا مهرولين للعون الخافت، وكلصّ اليمين تائقين لدخول الملكوت.

في هذه اللّيلة المقدّسة، لنتأمّل يا ربّ بجراحك وشدّة آلامك.

ليكن جلدك فرصة لنعرف أنّ كلّ خطيئة نقترفها أشبه بكرباج نضربه على جسدك، ولتكن أوجاعك صليب نحمله بفرح لنرتفع من خلاله إلى الكمال المرجوّ.

مع وقوعك على الأرض مرّات عدّة، إجعلنا يا ربّ ننهض بالأمل والفرح والإيمان، ومع ارتفاعك على الصّليب علّمنا أن ننحني إجلالًا واحترامًا أمام آلامك.

يوم الجمعة العظيمة مناسبة لنا لنلاقي وجه الرّبّ، قلنتّحد بالصّلاة والتّضحيات لنستحقّ الفردوس الأبديّ.