في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن موضوع: الغفران الإلهي محرك الرجاء
فمنذ بداية رسالته في الجليل ـ تابع البابا يقول ـ اقترب يسوع من البرص ومن المسكونين بأرواح شريرة، والمرضى وجميع الأشخاص المهمشين. وقد أخذ عليه أناس زمنه اقترابه من هؤلاء الأشخاص الذين كان لا يجب أن يُمسوا. لقد حمل يسوع على كتفيه آلام هؤلاء وجعل من معاناتهم معاناته. ولم يطلب يسوع احتمال هذه الأوضاع ببطولية كما كان يفعل الفلاسفة الإغريق. فقد تقاسم يسوع الألم البشري وعندما التقى به انبعث من عمق أعماقه هذا الموقف الذي يميّز المسيحية: ألا وهو الرحمة! فإزاء الألم البشري شعر يسوع بالرحمة. فقلب يسوع رحوم وقد شعر يسوع بالرأفة. وأكد البابا أن قلب يسوع جسّد قلب الله وكشف عنه، وقد أراد للرجال والنساء المتألمين الشفاء والتحرر وملء الحياة. ولهذا السبب بالذات ـ مضى البابا فرنسيس إلى القول ـ شرّع يسوع ذراعيه للخطأة.
ولفت البابا إلى وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يستمرون في حياتهم السيئة لأنهم لا يجدون أحدا مستعدا للنظر إليهم بطريقة مختلفة، أي النظر إليهم بأمل ورجاء بواسطة عيني الله وقلبه. أما يسوع فقد رأى إمكانية القيامة حتى لدى الأشخاص الذين اتخذوا سلسلة من الخيارات الخاطئة. وأكد البابا أن يسوع يقف أمام هؤلاء مشرعاً لهم قلبه، مسامحاً إياهم، معانقهم ومقترباً منهم. بعدها قال البابا إن أعداء يسوع اتهموه بالتجديف عندما غفر الخطايا لأنهم يعلمون أن لا أحد يغفر الخطايا سوى الله. وذكّر البابا فرنسيس المؤمنين بأن يسوع مات من أجلهم، وهو لم يذهب إلى الصليب كي يشفي المرضى ويبشّر بالمحبة ويعلن التطويبات؛ لقد ذهب إلى الصليب لأنه يغفر الخطايا، لأنه يريد التحرر الكامل والنهائي لقلب الإنسان، وبهذه الطريقة تُغفر الخطايا ويقدّم يسوع للشخص الذي أخطأ الرجاء في حياة جديدة.
هذا هو الأمل الذي يقدّمه لنا يسوع، إنه الأمل في حياة مطبوعة بالمحبة وهذا ما حصل مع متى العشّار ومع زكا العشار الذي تحوّل إلى محسن تجاه الفقراء. كما أن المرأة السامرية ـ التي كان لديها خمسة أزواج وكانت تعيش مع رجل آخر ـ وُعدت بمياه حيّة قادرة على التدفق دوماً في داخلها. بهذه الطريقة يبدّل يسوع قلوبنا جميعا. هذا ثم لفت البابا إلى أن يسوع اختار كنيسته من أشخاص ارتكبوا الأخطاء، مذكرا بأن الكنيسة هي شعب من الخطأة الذين يختبرون رحمة الله ومغفرته.
وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي متوجها إلى المؤمنين والحجاج الحاضرين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان وقال لهم: أيها الأخوة والأخوات، إننا جميعا خطأة مساكين نحتاج إلى رحمة الله التي لديها القوة لتبديلنا وإعادة الرجاء إلينا في كل يوم. وقال البابا إن الله يُسند إلى الأشخاص الذين فهموا هذه الحقيقة الأساسية الرسالة الأجمل في العالم، ألا وهي المحبة حيال الأخوة والأخوات وإعلان الرحمة التي لا يحجبها عن أحد أبدا. هذا هو رجاؤنا. دعونا نسير قدما في هذه الثقة في المغفرة والمحبة الرحومة ليسوع.