الفاتيكان
23 آب 2016, 05:18

ما هي المعايير التي سيتبعها البابا في اختيار الكرادلة الجدد؟

من المتوقع أن يعقد البابا فرنسيس مجمعه الكنسي الثالث قبل نهاية هذا العام ويُعين ما لا يقل عن 13 كاردينالاً ناخباً جديداً – أي كرادلة يقل عمرهم عن 80 عاماً ويحق لهم التصويت في المجمع السري – من بينهم أميركي واحد على الأقل. من المحتمل أيضاً أن يمنح رتبة الكاردينالية لأشخاص تجاوزوا تلك السنّ.

وفي حين أن التاريخ لم يحدد نهائياً بعد، تقول مصادر إنه من المحتمل أن يسبق نهاية يوبيل الرحمة في 20 نوفمبر.
ووفقاً لمصادر فاتيكانية، يعمل البابا خلال الصيف على لائحة من الخيارات المحتملة، وقد يعلن الأسماء قبل منتصف أكتوبر.
قبل 28 نوفمبر، سينخفض عدد الكرادلة الناخبين إلى 107. وإذا افترضنا أن البابا فرنسيس سيختار التقيد بـ 120 كاردينالاً كحد أقصى، العدد الذي حدده بولس السادس سنة 1975، فسيتمكن من تسمية 13 ناخباً جديداً على الأقل.
في ذلك التاريخ، ومن أصل 107 ناخبين، سيكون لإفريقيا 12، ولآسيا 13، ولأوروبا 51 (منهم 24 إيطالياً)، وأميركا الوسطى والجنوبية 15، وأميركا الشمالية (كندا، المكسيك، الولايات المتحدة) 13 وأوقيانيا 3.
هذا يشكل تغييراً عن مجمع سنة 2013 الذي انتخب البابا فرنسيس والذي كان فيه لإفريقيا 11 ناخباً، ولآسيا وأوقيانيا 11، ولأوروبا 60 (منهم 28 إيطالياً)، وأميركا الوسطى والجنوبية 13، وأميركا الشمالية 20.
يُذكر أن البابا فرنسيس عيّن 31 ناخباً جديداً في مجمعيه الأولين: 16 سنة 2014 و15 في السنة التالية. لكنه لم يمنح رتبة الكاردينالية لأي أميركي لأنه كان لدى الولايات المتحدة 11 ناخباً في المجمع الذي عقد في فبراير 2015، أي أكثر بكثير من البرازيل (4)، والمكسيك (3)، والفيليبين (2) التي تضم عدداً أكبر من السكان الكاثوليك.
لكن عدد الكرادلة الناخبين من الولايات المتحدة انخفض إلى 7 منذ مجمع 2015 بعد بلوغ الكرادلة روجر ماهوني وجاستن ريغالي وويليام ليفادا سن الثمانين، ووفاة الكاردينال فرنسيس جورج. ونظراً إلى تلك المستجدات وإلى تأثر البابا فرنسيس الشديد بإيمان الكاثوليك الأميركيين والترحيب الحار الذي حظي به خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، تتوقع المصادر الفاتيكانية أن يمنح رتبة الكاردينالية لأميركي واحد على الأقل في المجمع المقبل.
يعتمد البابا فرنسيس في اختيار الكرادلة الجدد على خمسة معايير. الأول هو العالمية: يريد أن يكون مجمع الكرادلة، بخاصة الناخبين، دولياً لكي يعكس مختلف الثقافات والجنسيات في الكنيسة. نتيجة لهذه الرغبة، وابتداءً من 15 فبراير 2015، ضمّ مجمع الكرادلة أعضاءً من 73 بلداً ومن كافة القارات، من بينهم ناخبين من 59 بلداً.
أما المعيار الثاني فيعطي اهتماماً أولوياً لـ “الأطراف”، بخاصة لأوضاع الفقر والصراع والكوارث الطبيعية والبلدان التي لم تحظَ مطلقاً بكاردينال. هذه هي صفة مميزة لحبرية البابا فرنسيس تنعكس في اختياره الكرادلة من مناطق مثل بوركينا فاسو، هايتي، ميانمار، مينداناو في الفيليبين وتونغا.
ومن خلال المعيار الثالث، يسعى البابا فرنسيس إلى السيطرة على عدد الكرادلة الأوروبيين. فخلال المجامع الثلاثة الأخيرة، تخطت نسبتهم الـ 50% من عدد الناخبين، على الرغم من أن أقل من ربع سكان العالم الكاثوليك يقيمون حالياً في القارة القديمة. وبما أن أكثر من نصف الناخبين الأوروبيين هم إيطاليون، يريد البابا فرنسيس تقليص عددهم أيضاً.
المعيار الرابع والمهم للغاية هو التخلي عن التقليد القديم الذي يُمنح بموجبه المسؤولون عن بعض الأبرشيات رتبة الكاردينالية بصورة تلقائية. هذا التقليد مرتبط بالوصولية التي ينفر منها فرنسيس. بالتالي، ألغى التقليد ليس فقط في إيطاليا على مستوى تورينو والبندقية، وإنما أيضاً في أماكن كالفيليبين وهايتي، مانحاً القبعة الحمراء لأبرشيات على الأطراف.
المعيار الأخير هادف إلى تقليص التوقعات في الكوريا الرومانية عبر تخصيص القبعة الحمراء لعمداء المجامع وعدم منحها لرؤساء مجالس حبرية.
من المنطقي أن يطبق البابا فرنسيس هذه المعايير الخمسة عندما يؤلف لائحته الجديدة. إذا فعل ذلك، فمن المرجح أن ينخفض عدد الأوروبيين وحتى الإيطاليين. ومن المتوقع أن يندرج اسما رئيسي أساقفة برشلونة (إسبانيا) وميشيلن- بروكسل (بلجيكا) على اللائحة.
كذلك، هناك احتمال كبير بأن تضم اللائحة رئيس أساقفة بانغي (جمهورية إفريقيا الوسطى) بالإضافة إلى رؤساء أساقفة جاكرتا (إندونيسيا)، هابانا (كوبا) وشيكاغو. ولكن، من المحتمل أيضاً أن تكون هناك مفاجآت.