مكاريوس الصّليبي.. صبر وتواضع فقداسة!
تدبير النّسّاك كان رسالته السّامية، إذ احتلّت الأصوام والتّقشّفات الصّارمة والصّلوات الدّائمة والتّأمّلات حياته بكلّ تفاصيلها.
مشاركة آلام المسيح كان فرحه، إذ لم تغذِّ جسمه النّحيل سوى الحشائش والقليل من الخبز والماء.
الصّبر والتّواضع عنوانان أساسيّان لكتاب قداسة مكاريوس الصّليبي الذي تتلمذ له حوالى ألف شابّ شهدوا على فضيلته الرّاسخة، فضيلة تمثّلت بتحمّله الظّلم والاتّهامات الباطلة بالزّنى والهرب إلى حيث لم ينم إلّا مستندًا إلى الحائط قليلًا.
بالصّلاة الصّادقة والدّؤوبة، كُشفت براءته، فعاد ليرتسم كاهنًا ويقدّم الذّبيحة الإلهيّة للرّهبان.
شريط القداسة لم يتوقّف عند هذا الحدّ، فالله أغدق على القدّيس مكاريوس الصّليبي نعمة صنع الأعاجيب وطرد الشّياطين ومكافحة البدع بجرأة وغيرة وتثبيت النّاس بالإيمان.
غير أنّ النّفي كان مصيره مجدّدًا، ليسانده الصّبر فيعود إلى أرضه حيث رقد في شيخوخة لامست الـ90 عامًا.
إلى القدّيس مكاريوس، المُلقَّب بالصّليبي لأنّه كان يصلّي باسطًا يديه بشكل صليب فمات ودُفن كذلك، نرفع الصّلوات اليوم.
بشفاعة النّاسك المتواضع والصّبور، نطلب من الله أن يزوّدنا بالصّبر الدّائم، نحن المتذمّرين باستمرار من صلبان قد تعترض ضياع حياتنا، لنتقبّل الألم بفرح خصوصًا فمع الله لا حقّ يموت ولا حزن يدوم ولا يأس يتمسّك بالقلوب...