الفاتيكان
14 نيسان 2020, 07:50

نداء بابويّ محوره النّساء في زمن الكورونا

تيلي لوميار/ نورسات
"لقد سمعنا أنَّ النّساء قد حملنَ للتّلاميذ إعلان قيامة يسوع. أريد اليوم أن أتذكّر معكم ما تقوم به العديد من النّساء في زمن حالة الطّوارئ الصّحّيّة هذه لكي يعتنَينَ بالآخرين: نساء أطبّاء، وممرّضات وضبّاط في قوى الأمن والسّجون وموظّفات في متاجر الخيور الأوّليّة... والعديد من الأمّهات والأخوات والجدّات اللّواتي يقمنَ في بيوتهنَّ مع العائلة والأطفال والمسنّين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة. وهنَّ أحيانًا عرضة للعنف من أجل تعايش يتحمَّلن أعباءه الكبيرة. لنصلِّ من أجلهنَّ لكي يمنحهنَّ الرّبّ القوّة ولكي تتمكّن جماعاتنا من مساعدتهنَّ مع عائلاتهنَّ. ليمنح الرّبّ النّساء الشّجاعة ليسرنَ قدمًا على الدّوام".

بهذه الكلمات، وجّه البابا فرنسيس نداءً من أجل النّساء في زمن كورونا، في ختام صلاة "إفرحي يا ملكة السّماء" ظهر إثنين الفصح، وقد توجّه إلى المؤمنين بكلمة قبل تلاوتها قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":  

"يتردّد اليوم، إثنين الملاك، صدى الإعلان الفرح لقيامة المسيح. يخبرنا الإنجيل أنّ المرأتين تركتا قَبرَ يسوع الفارغ مُسرِعَتينِ، وهُما في خوفٍ وفَرحٍ عَظيم؛ لكنَّ يسوع نفسه قد ظهر لهما وقال: "لا تَخافا! إِذْهَبا فَقُولا لِإِخوَتي، يَمضوا إِلى الجَليل، فهُناكَ يَرَونَني". بهذه الكلمات يوكل القائم من الموت إلى المرأتين وصيّة إرساليّة تجاه الرّسل. إنّ النّساء في الواقع قد قدّمنَ مثالاً رائعًا في الأمانة والتّكرّس والمحبّة للمسيح خلال حياته العلنيّة كما خلال آلامه؛ وهو الآن يكافئهنَّ من خلال تصرّف اهتمام وتمييز.

أوّلاً النّساء ومن ثمّ التّلاميذ، وبالتّحديد بطرس، يشهدون على القيامة. كان يسوع قد أعلن لهم مسبقًا مرّات عديدة أنّه سيقوم بعد الآلام والصّليب، لكن التّلاميذ لم يفهموا لأنّهم لم يكونوا مستعدّين بعد لذلك. كان ينبغي على إيمانهم أن يقوم بقفزة نوعيّة وحده الرّوح القدس بإمكانه أن يحرّكها.

في بداية كتاب أعمال الرّسل نسمع بطرس يعلن بصدق وشجاعة: "يَسوعُ هذا قد أَقامَه اللّه، ونَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلك"، ومنذ تلك اللّحظة انتشر الإعلان بأنّ المسيح قام من الموت في كلّ مكان وبلغ جميع زوايا الأرض لكي يصبح رسالة رجاء للجميع. إنّ قيامة يسوع تقول لنا إنّ الكلمة الأخيرة ليست للموت وإنّما للحياة. وبإقامته لابنه الوحيد، أظهر الله الآب بشكل كامل محبّته ورحمته لبشريّة كلّ زمن.

إن كان المسيح قد قام من الموت، يمكننا إذًا أن ننظر بثقة إلى كلّ حدث من أحداث حياتنا، حتّى تلك الأكثر صعوبة والمحمّلة بالحزن والشّكّ. هذه هي الرّسالة الفصحيّة الّتي دُعينا لنعلنها بالكلام ولكن وبشكل خاصّ بشهادة الحياة. ليتردّد في بيوتنا وقلوبنا صدى هذه البشرى السّارّة: "المسيح رجائي قد قام من الموت!"، وليعزّز هذا اليقين إيمان كلِّ معمَّد ويشجّع بشكل خاصّ الّذين يواجهون آلام وصعوبات كبيرة.  

لتساعدنا العذراء مريم، الشّاهدة الصّامتة على موت وقيامة ابنها يسوع، لكي نؤمن بسرِّ الخلاص هذا الّذي وإذ نقبله بإيمان يمكنه أن يغيِّر حياتنا. هذه هي أمنيتي الفصحيّة الّتي أجدّدها للجميع، وأوكلها إليها هي أمّنا الّتي نتضرّع إليها الآن بصلاة "إفرحي يا ملكة السّماء".

وبعد الصّلاة، ذكر الأب الأقدس "بقرب ومحبّة جميع البلدان الّتي ضربها فيروس الكورونا مسبّبًا أعدادًا هائلة من حيث العدوى والوفيّات، وبشكل خاصّ إيطاليا والولايات المتّحدة الأميركيّة وإسبانيا وفرنسا..."، وإشار إلى أنّ "اللائحة طويلة"، مصلّيًا من أجلهم جميعًا، مجدّدًا في الختام أمنياته الفصحيّة، داعيًا الجميع إلى "البقاء متّحدين في الصّلاة والالتزام بمساعدة بعضنا البعض كإخوة".