الدّهشة في الإيمان...
"إنّ الإيمان، شأن الحياة، يصير رماديًّا واعتياديًّا إن لم يقترن بالدّهشة"... من خلال هذه العبارة يسعى البابا فرنسيس إلى ربط إيماننا بالدّهشة المستمرّة. فالإيمان شعلة لا يجب أن تُطفئها رياح الاعتياد واللّامبالاة، هو شمعة لا يجب أن تذوب مع مرور الزّمن، هو شمس دافئة لا يجب أن تخفت حرارتها مع هبوب عاصفة الضّلال، هو نور لا يجب أن تحجبه ظلمة الدّنيا وقسوتها...
الدّهشة تعني الإعجاب المستمرّ والتّقدير الدّائم بقدرة الرّبّ ومشيئته وعظمته، وهي التّأمّل المتواصل بالأعاجيب الّتي يصنعها الرّبّ في حياتنا وأيّامنا. الدّهشة تعني الجمال المبهر لوجه المسيح الحيّ، هي التّجدّد المستمرّ بالإيمان والمحبّة والرّحمة والخلاص، وهي العطاء المغدق الّذي يعكس تعاليم المسيح الصّالحة في كلّ زمان ومكان.
البابا فرنسيس يدعونا إذًا إلى التماس روح الدّهشة، تلك الرّوح الّتي تميّز الأطفال. فحواس المؤمنين باتت معتادة على الآب لا بل أصبحت لا مبالية تنقصها تلك الدّهشة الّتي تجعلنا نرتعش أمام عظمة الله.
الدّهشة شعور يرافق نموّ الإيمان ونضوجه، وها هو الحبر الأعظم يدعونا إلى التّضحية مثل الأطفال، لنتّحد بالبساطة أمام سرّ الله المتجدّد الّذي أحبّ الإنسان فصار إنسانًا...