الفاتيكان
12 تشرين الثاني 2021, 12:15

البابا فرنسيس: أوروبا مدعوّة إلى أن تعيد اليوم إحياء دعوتها إلى التّضامن والتّكافل

تيلي لوميار/ نورسات
شارك البابا فرنسيس زوّاره من المشاركين في مؤتمر "الإيطاليّون في أوروبا والرّسالة المسيحيّة" الّذي تنظّمه مؤسّسة ميغرانتيس التّابعة لمجلس أساقفة إيطاليا، ثلاث تأمّلات حول: التّنقّل، أوروبا، والشّهادة للإيمان من قبل جماعات المهاجرين الإيطاليّين.

ووفقًا لـ"فاتيكان نيوز"، رأى البابا فرنسيس في التّأمّل الأوّل حول التّنقّل، "أنّنا غالبًا ما نرى المهاجرين كـ"آخرين"، غرباء عنّا، ولكن وبتحليل هذه الظّاهرة سنكتشف أنّ المهاجرين هم جزء هامّ من الـ"نحن". وفي حالة المهاجرين الإيطاليّين فإنّنا نتحدّث عن أشخاص قريبين منّا، عن عائلاتنا وطلّابنا الشّباب، الخرّيجّين والعاطلين عن العمل ورجال الأعمال. إنّ هذا واقع قريب منه بشكل خاصّ، فقد هاجرت عائلته من إيطاليا إلى الأرجنتين"، وتابع متحدّثًا بالتّالي عن قراءة ظاهرة الهجرة بمنطق الـ"نحن".

أمّا في تأمّله الثّاني والّذي يدور حول أوروبا، فقال: "إنّ متابعة الهجرة الإيطاليّة إلى أوروبا يجب أن تجعلنا أكثر وعيًا بأنّ القارّة الأوروبيّة هي بيت مشترك. إنّ الكنيسة أيضًا في أوروبا لا يمكنها ألّا تأخذ بعين الاعتبار ملايين المهاجرين من إيطاليا ومن دول أخرى الّذين يجدّدون وجه المدن والبلدان ويغذّون في الوقت ذاته الحلم بأوروبا موحّدة قادرة على التّعرّف على جذورها المشتركة والفرح بما يسكنها من تنوّع." وتحدّث البابا بالتّالي عن "فسيفساء جميلة يجب ألّا نشوهها أو نفسدها بالأحكام المسبقة والكراهيّة"، لافتًا إلى أنّ "أوروبا مدعوّة إلى أن تعيد اليوم إحياء دعوتها إلى التّضامن والتّكافل".

ثمّ توقّف البابا فرنسيس في تأمّله الثّالث عند الشّهادة للإيمان من قِبل جماعات المهاجرين الإيطاليّين في الدّول الأوروبيّة، فقال: "إنّهم وبفضل التّديّن الشّعبيّ المتجذّر قد نقلوا فرح الإنجيل وأبرزوا جمال الكون جماعة منفتحة ومستقبِلة وتقاسموا مسارات الجماعات المسيحيّة المحلّيّة". وتابع متطرّقًا إلى أسلوب شركة ورسالة ميّز تاريخ هؤلاء المهاجرين وأعرب عن الرّجاء في أن يطبع هذا الأسلوب مستقبلهم أيضًا. وواصل متحدّثًا عن خيط جميل يربطنا بذكرى عائلاتنا وعن إرث يجب حمايته والعناية به عبر التّوصّل إلى طرق تمكّننا من أن نحْيي مجدّدًا إعلان الإيمان والشّهادة له، مشيرًا إلى أنّ "هذا يتوقّف كثيرًا على الحوار بين الأجيال وخاصّة بين الأجداد والأحفاد. وأنّ الشّباب الإيطاليّين الّذين يتنقّلون في أوروبا اليوم يختلفون فيما يتعلّق بالإيمان عن أجدادهم، لكنّهم بشكل عامّ مرتبطون كثيرًا بهم". وشدد على أهمّيّة مواصلة الالتصاق بالجذور خاصّة حين يعيش الشّباب في أطر أوروبيّة أخرى، وامتصاص القيم الإنسانيّة والرّوحيّة من هذه الجذور، وعلى ما يمكن تعلّمه من تعابير التّقوى الشّعبيّة خاصّة لدى التّفكير في الكرازة الجديدة.

وأكّد البابا، استنادًا إلى الخبرة الأميركيّة اللّاتينيّة"، أنّ "المهاجرين، إذا ساعدناهم على الاندماج، إنّما هم نعمة، وغنى، وهبة تدعو المجتمع إلى النّموّ"، مذكّرًابالأفعال الأربعة: الاستقبال والمرافقة والتّعزيز والدّمج، مشيرًا إلى أنّ "هذا ينطبق أيضًا على أوروبا، وأنّ المهاجرين هم نعمة أيضًا بالنّسبة لكنائسنا في أوروبا، وحين يتمّ دمجهم يمكنهم المساعدة على استنشاق أجواء تنوع تجدِّد الوحدة، ويمكنهم أن يغذّوا الكاثوليكيّة والشّهادة لكون الكنيسة رسوليّة، كما وقد رافقت الهجرة المسيرة المسكونيّة ويمكنها أن تدعم هذه المسيرة بفضل اللّقاء والعلاقات والصّداقة".

وفي الختام، أشار البابا إلى المسيرة السّينودسيّة للكنيسة في إيطاليا الّتي تعتبر المهاجرين موردًا هامًّا لتجدّد الكنائس في أوروبا ولرسالتها، وإلى أنّه على المهاجرين الشّباب أن يجدوا كنيسة متنبّهة تسير معهم وبينهم.