الفاتيكان
09 كانون الأول 2019, 11:35

البابا فرنسيس يتلو صلاة التّبشير الملائكيّ ويتحدّث عن "نَعم" مريم وتواضعها

تيلي لوميار/ نورسات
تحدّث البابا فرنسيس ظهر أمس الأحد إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس قبل تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ عن الاحتفال بعيد سيّدة الحبل بلا دنس وذلك في إطار زمن المجيء مشيرًا إلى إنجاز الله لوعده.

وقال البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ عيد اليوم يعلِّمنا بأنّ شيئًا قد تمّ إنجازه بالفعل وذلك في شخص وحياة مريم العذراء. إنّ الحبل بلا دنس يقودنا إلى اللّحظة التي بدأت فيها حياة مريم تتحرّك في بطن أمّها، فقد كانت هناك منذ تلك اللّحظة محبّة الله لمريم."

وتحدّث البابا بعدها عن إنجيل اليوم (لوقا 1، 26-38) والذي يتناول فيه القدّيس لوقا البشـارة حيث قال الملاك لمريم: "إفرحي، أيّتها الـممتلئة نعمة، الرّبّ معكِ" (1، 28). وقال البابا فرنسيس: "إن الله قد فكّر في مريم وأرادها منذ البداية ممتلئة نعمة، تغمرها محبّته، إلّا أنّه وكي تغمرنا المحبّة يجب ترك الفسحة، إفراغ الذّات، التنحّي جانبًا، تمامًا كما فعلت مريم التي عرفت كيف تصغي لكلمة الله وكيف تثق تمامًا في مشيئته متقبّلة إيّاها في حياتها بدون أيّ تحفّظ، وفيها صار الكلمة جسدًا. هذا كان ممكنًا بفضل "نَعم" مريم، فقد أجابت على الملاك الذي طلب منها الاستعداد لأن تصبح أمّ يسوع: "أنا أَمَة الرّبّ فليكن لي بحسب قولك" (1، 38)."

وأضاف: "إنها لم تَضِع في التّفكير ولم تَضَع عوائق أمام الرّبّ، بل وثقت فيه ووفّرت الفسحة لعمل الرّوح القدس. لقد وضعت مريم في متناول الله بالكامل كيانها وقصّتها الشّخصيّة كي يشكلاهما كلمة الله ومشيئته، مستجيبة لتصميم الله لتصبح كلّيّة الجمال وكلّيّة القداسة بدون أدنى زهاء أو افتخار. فقد ظلّت مريم متواضعة، صغيرة، فقيرة، وفيها ينعكس جمال الله الذي هو محبّة ونعمة وهبة الذّات."

وأردف شارحًا: ""أنا أَمَة الرّبّ"، فبهذه الكلمات أصبحت "نَعم" مريم لله ومنذ البداية تصرّف خدمة وانتباه إلى احتياجات الآخرين. إنّ ما يشهد على هذا بشكل ملموس إسراع مريم لزيارة أليصابات عقب البشارة فورًا، فاستعدادها من أجل الله نلمسه في الاستعداد للاهتمام باحتياجات القريب، وكل هذا بدون ضجيج أو تفاخر أو دعاية، وذلك لأنّ المحبّة وأعمال الرّحمة ليست في حاجة إلى إبرازها، بل يتمّ القيام بها في صمت وخفاء، بدون التّباهي. إنّنا مدعوون في جماعاتنا أيضًا إلى محاكاة مَثل مريم من خلال أسلوب التّكتّم والخفاء."

وإختتم البابا فرنسيس كلمته متضرّعًا "أن يساعدنا عيد أمّنا مريم كي نجعل من حياتنا كلها "نَعم" لله، "نَعم" تتألّف من التّعبّد له وأفعال محبّة وخدمة يوميّة".