البابا لاون الرّابع عشر وضع خدمته الحبريّة بين يدي العذراء
وقال البابا في صلاته بحسب "فاتيكان نيوز": "أيّتها الكلّيّة الطّهارة، المبجّلة بكلّ كرامة، أنتِ أسمى تقدمة يمكن للبشريّة أن تقدّمها لله، عذراءَ أمّ، وأمٌّ دائمة البتوليّة، تضرّعي لأجلنا لدى ابنكِ بشفاعةٍ والديّة!
قودي، أنتِ، سفينة الكنيسة نحو مرفأ السّلام، وقّيها المخاطر، واحفظيها من لجج البحار. احرسي هذه المدينة الّتي هي لكِ، عزّي الوافدين إليها، المشرّدين، والعُزَّل ومُدّي يد عونكِ إلى العالم بأسره. نحن نُعلن بإيمانٍ راسخ أنّكِ وحدكِ والدةُ الإله، وبحبٍّ متزايد نكرّمك، وبرجاءٍ نتضرّع إليك، ونُعلن لكِ الطّوبى. يا سيّدتي الحلوة، يا عزائي من عند الله، ويا قوّتي في ضعف نفسي، إقبّلي الصّلوات الّتي أرفعها إليكِ. أنتِ ينبوع البهجة لجميع النّاس، اجعليني مستحقًّا أن أبتهج فرحًا معكِ؛ أُنظري إلى جماعة المؤمنين، يا أمّ المخلّص، أبعدي عنهم كلّ ضيقٍ وكرب، حرّريهم من الشّرّ ومن الشّرّير، وأغدقي عليهم من فيض صلاحكِ. وعندما يعود ابنكِ، إلهُنا وربُّنا، توسّلي، بشفاعتكِ الوالديّة، من أجل هشاشتنا البشريّة، ورافقينا بيدكِ الحنون، وسيّرينا نحو الحياة الأبديّة، أنتِ القويّة، لأنّك أمّ!".
وفي ختام الصّلاة توجّه البابا لاوُن الرّابع عشر إلى شرفة بازيليك القدّيسة مريم الكبرى حيث حيّا المؤمنين المحتشدين في ساحتها، وقال لهم: "أيها الإخوة والأخوات، السّلام معكم! مساء الخير لكم جميعًا، وشكرًا لوجودكم هنا! شكرًا لأنّكم حضرتم إلى هذه السّاحة، أمام هذه البازيليك المقدّسة، في هذا المساء المبارك الّذي نجتمع فيه، كأبناء أبرشيّة روما، لنحتفل بحضور أسقفها الجديد. إنّ قلبي يمتلئ فرحًا بلقائكم، وأشكركم من كلِّ قلبي على حضوركم. أتوجّه بالشّكر إلى جميع الّذين يخدمون في هذه البازيليك، وإلى الكاردينالَين اللّذين يرافقاني هذا المساء، وإلى جميع الّذين يكرّسون أنفسهم لمساعدتنا في عيش حياة الصّلاة والتّقوى، والّذين يساعدوننا، بشكل خاصّ، إلى الاقتراب من أمّ يسوع، أمّ الله، مريم الكلّيّة القداسة. إنّها فرصة رائعة لكي نجدّد حبّنا وعبادتنا لمريم، "خلاص الشّعب الرّومانيّ"، الّتي رافقت شعب روما في احتياجاته. فلنطلب من الله، بشفاعة والدته، أن يبارككم جميعًا، ويبارك عائلاتكم وأحبّاءكم، وأن يعيننا جميعًا لكي نسير معًا في الكنيسة، متّحدين كعائلة واحدة، عائلة الله".