العراق
24 كانون الأول 2017, 09:00

الرسالة الرعويّة للبطريرك مار أدى الثاني للتهنئة بعيد الميلاد المجيد والعام الجديد 2018

لمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السّنة المباركة، وجّه بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم، البطريرك مار أدى الثاني، رسالةً الى المسيحيّين عموماً، وأبناء الكنيسة الشرقية القديمة خصوصاً؛ وجاء فيها:

إخوتنا في الخدمة الروحية: الرعاة الأجلاء، الكهنة المختارون، الشمامسة الموقرون، المؤمنون المحترمون، أبناء كنيستنا المقدسة، الكنيسة الشرقية القديمة، وعموم أبناء كنيسة الرّب، أينما كنتم: في وطننا المبارك بين النهرين وفي مختلف بلدان المهجر:

تقبّلوا سلامنا ومحبتنا في الرب، مع صلاوتنا أن تكونوا بخير وصحة جيدة؛ حيث تجتمعون في هذا اليوم المبارك في البيت المقدس هذا للاحتفاء بإيمان قويم وفرح عظيم ورجاء صالح ودائم، بعيد الميلاد المجيد لربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح له المجد والرفعة.

 هذا العيد، وهذا الميلاد الذي ينبغي أن لا يُفهم في معانيه، وكما أوضحنا في مناسبات عديدة سابقة ورسائل، على أنّه حدث وقع في زمان ومكان معين وحسب، بل إنّ تجسد كلمة الله الأزلي، باتخاذه جسداً بشريّاً من القديسة مريم العذراء كان مرحلة من مراحل التدبير الإلهي لخلاص الإنسان من الموت في الخطيئة بعد أن أخطأ حيث لم يحفظ الوصية الإلهية، وطُرد وابتعد عن النعمة الإلهية.

ذلك إنّ الله الآب، وبمحبّته الفائقة للإنسان، أرسل وبذل ابنه الوحيد لخلاص العالم "يوخنا 3 : 16". وفي يوم ميلاده بالجسد وحلوله بيننا كإنسان، فرحت وابتهجت السماء والأرض، حيث هتف الجند السماويون:"المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر.. لوقا 2 : 14"، وذلك بعد أن بشّر الملاك الرعاة:"ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، فقد وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هوالمسيح الرب.. لوقا 2 : 10".

هذا المخلّص الذي بميلاده المبارك، وكرازته لثلاث سنوات، وصلبه على الخشبة حاملاً خطايانا التي دفنها بموته، وقيامته المجيدة من بين الأموات.. قد منحنا رجاء القيامة، والحياة الجديدة المليئة بالنعمة الإلهية، بعد حياتنا القديمة التي أفسدتها الخطيئة.

وهكذا كان ميلاد الرّب يسوع المسيح أشبه ما يكون بإشراقة شمس الخلاص في ظلمة الخطيئة والموت، والرّجاء الصالح بحياة مطهّرة من الخطيئة ومنتصرة على الموت.

حيث نبارك لجميعكم عيد الميلاد المجيد وكل عام وأنتم بالفرح والخير والصحة الطيبة، نؤمن أنّ احتفاءنا وفرحنا الروحي بهذا العيد المبارك لهذا العام 2017 إنّما يمتزج بفرحة أخرى على صعيد الوطن، وهي تحرير بلدنا المبارك العراق من المجاميع المسلحة الإرهابية، وكذلك في سوريا البلد المبارك.

وعليه فإنّ من اللائق أن نتقدم بالشّكر والامتنان للقوات المسلّحة التي شاركت في هذا التحرير والانتصار على الإرهاب، والمجد والذكر الطيب للشهداء الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى، والتهنئة والتبركات لعموم شعبنا العراقي وكذلك الشعب السوري وبكل المكونات، وبضمنهم أبناء شعبنا المسيحي، على أمل أن يتبع هذا التحرير مرحلة جديدة تتمثّل باتّخاذ خطوات جادة على طريق إعادة النازحين إلى مناطقهم وبيوتهم، وإعادة الإعمار وتوفير الخدمات، والحرص على ترسيخ الأمن والاستقرار، والاتكال على معاني وأسس المحبة والتسامح والعيش المشترك والتعاون، ومشاركة الجميع في بناء الوطن وتطويره.. آمين.

ختاما نقول مجدّداً: عيلاد ميلاد ربّنا ومخلصنا يسوع المسيح مبارك عليكم جميعاً، وليكن العام الميلادي الجديد 2018 عام الفرح والسّرور والأمن والسّلام، وأن تحتفلوا بكل الأعياد والتذكارات القادمة بالمحبة والخير والرجاء الدائم.

هللوا أيها الملائكة.. بميلاد المسيح الملك.. عيدكم مبارك.

 ولتكن نعمة الرّب يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس معنا على الدوام وإلى أبد الآبدين.. آمين.