الفاتيكان
11 تشرين الأول 2023, 09:30

الكلمة الكاملة للبطريرك إسحق خلال افتتاح أعمال الجمعيّة العامّة العاديّة لسينودس الأساقفة

تيلي لوميار/ نورسات
خلال افتتاح أعمال الجمعيّة العامّة العاديّة السّادسة عشرة لسينودس الأساقفة "من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة"، ألقى بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق كلمة أمام الحاضرين، قال فيها بحسب "المتحدّث الرّسميّ للكنيسة الكاثوليكيّة بمصر":

"مازال ربّنا يسوع المسيح يكشف محبّته للكنيسة، ويلهمها في هذا الوقت التّاريخيّ سينودس "من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة". باسم كلّ شعب الله وباسم المجتمعين هنا في هذه الجمعيّة السّينودسيّة، أقدّم لقداستكم أصدق تحيّاتي الأخويّة، ونشكركم على إتاحة الفرصة لنا للّقاء والسّير معًا من خلال الاحتفال بهذا السّينودس.

بعد مسيرة طويلة دامت عامين، وصلنا إلى هذه الجمعيّة العامّة العاديّة السّادسة عشرة لسينودس الأساقفة. علينا أن نعترف لقداستكم أنّه في البداية لم يكن الأمر سهلاً، فقد شعر الكثيرون منّا بالحيرة قليلاً، ليس بسبب الطّريقة الجديدة الّتي عشنا بها خبرة السّينودس فقط، ولكن لأنّ السّينودسيّة تمسّ حياة الكنيسة والحديث عن الحياة ليس أمرًا سهلاً.

في السّينودسات السّابقة، سلكنا طرقًا معروفة بالفعل، وكانت لدينا مبادئ توجيهيّة عامّة مجهّزة، ولكن هذه المرّة أُعِدَّت الجمعيّة السّينودسيّة باستشارة شعب الله، كلّ فرد معمّد، كلّ شخص حسب موهبته، بطريقة أكثر حيويّة وواقعيّة وملموسة.

بالإضافة إلى ذلك، كان الجوهر السّير معًا، والإصغاء إلى ما يقوله لنا الرّوح القدس وتمييزه، دون أيّ مسار أو طريق محدّد مسبقًا، واكتشفنا معًا الطّريق الواجب أن نسلكه يومًا بعد يوم.

لهذا السّبب، إذا لم يكن الأمر سهلاً من جهة، فإنّ التّحضير للسّينودس كان خبرة رائعة من جهة أخرى بفضل الرّوح القدس الّذي جعلنا ندرك بالفعل السّينودسيّة ونعيشها حتّى قبل مناقشتها.

لقد بدأنا مرّة أخرى في اكتشاف أهمّيّة السّير معًا، والإصغاء المتبادل، والصّلاة المشتركة لتمييز عمل الرّوح القدس في الكنيسة وفي العالم.

من خلال الإصغاء، ظهرت فينا نعمة الاعتراف الصّادق بالحاجة إلى التّوبة الدّائمة الّتي تذكّرنا بأنّه ليست هيكليّاتنا أو أنفسنا أساس عمل الله الخلاصيّ، ولكن المسيح هو الّذي يحرّرنا بروحه القدّوس من عبوديّتنا، ومخاوفنا، وعزلتنا، ويمنحنا نعمة إدراك ملء الحياة والمحبّة. العالم ينتظر منّا شهادة المسيح القائم من بين الأموات لحياة الرّجاء، إذن، لتكن مركزيّة المسيح هي الخيط المرشد لهذا السّينودس، ليكن المسيح هو البداية والنّهاية في مناقشاتنا، ليكن النّور الّذي ينير مناقشاتنا، ليكن الهدف النّهائيّ لجهودنا كلّها، وبهذه الطّريقة فقط سينجح السّينودس في تحقيق أهدافه.

لنطلب من الرّبّ العارف قلوبنا واحتياجات كنيسته أن يظهر لنا إرادته المقدّسة ويمنحنا الشّجاعة لنسير معًا ولندع الرّوح القدس ينقّي أفكارنا وطموحاتنا.

لنتعلّم من مريم العذراء، أمّ الله وأمّ الكنيسة، أنّ الطّريقة الوحيدة لتحقيق أهدافنا هي الطّريقة الّتي أظهرتها بنفسها، أيّ الإصغاء لصوت المسيح، وفعل كلّ ما يقوله لنا. لتقد مريم العذراء خطواتنا، وتكن في وسطنا كما كانت في وسط التّلاميذ الأوائل.

المجد ليسوع المسيح. شكرًا!".