حقيقتان تأمّل بهما في التّجلّي الرّئيس العامّ للمرسلين اللّبنانيّين الموارنة، ما هما؟
وقال الأب سليمان في تفاصيل العظة، بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام":
"أريد اللّيلة أن أتأمّل معكم بحقيقتين من خلال هذا الحدث حدث التّجلّي، الأولى مكان الحدث الجبل. ولكن نحن نصلّي بواد اليوم. نسمّيه وادي الكريم، أيّ عكس الجبل، وعلى كتف هذا الدّير هناك مزار يسمّى جبل الرّحمة. هنا أريد الاستشهاد بلاهوت وفكر الأب ميشال حايك العلّامة المارونيّ الكبير، والّذي يقول "الجبل هو واد مقلوب وهو انقطاع وهو تخلّ ويقرّب من الله حيث الجبل يعطي القوّة والحكمة، أيّ حكمة شعبنا وقوّته، ومن هنا نكتشف استعداد شعبنا للتّحدّي، إنّما الوادي فهو عنصر اللّاوعي وعمق الذّات"
الجبل رمز للقمّة والطّموح أمّا الوادي فيغوص بك نحو الأعماق، وفي كلّ منهما أيّ الوادي فهو رمز الخمول الدّاخليّ، وعجز للإنسان من أجل ذلك ما نراه منحدرًا قد يكون في جوهره امتدادًا وصورة أخرى للجبل، لا يوجد تناقضًا بين الوادي والجبل وفي كليهما لقاء مع الله والتماس سرّ الحبّ حيث على الجبل تلتقي الله من الأعلى أيّ من فوق. وفي الوادي تلتقي به من الدّاخل، وهذا ما تمّ في حدث التّجلّي."
أضاف: "أعطي لبطرس ويوحنّا ويعقوب أن يروا النّور الإلهيّ في عمق يسوع فاستعذبوا ذلك وأحبّوه وعزّ عليهم أن يختفي عنهم النّور. أمّا الحقيقة الثّانية فهي حالة التّجلّي. فحالة التّجلّي ليست حالة تغيّر الواقع، التّلاميذ عاشوا اختبارًا غير عاديّ ولمسوا الحضور الإلهيّ بطريقة جديدة وشعروا باقتراب السّماء لتحقيق الوعود الّتي أعطيت، أيّ بداية زمن جديد، فالتّجلّي ليس مسارًا خارجيًّا له هدفًا ما في مكان ما وفي لحظة ما، بل تخلّي عمّا نظنّه وما نريده وما نسعى إليه بجهدنا البشريّ لنرى في العمق ما يريده الله لنا ونسعى إلى تحقيقه.الصّعود إلى الجبل متعب، هذا صحيح لكنّنا في الوقت عينه سنرتقي بالمحبّة، وعندما نغوص في عمق المحبّة الإلهيّة ربّما اكتشفنا ظلمة ما وهذا ما لا نحبّه لكنّه ضروريّ لمعرفة الخير من الشّرّ حتّى نحبّ ما نكتشفه".
وإختتم: "اختبار المجد والنّور داخل السّيّد المسيح وتجلّيه على الجبل أمثولة لحياتنا. فحياتنا البشريّة بأكملها بحث عن النّور والجمال الّذي وضعه الله في داخلنا".