الفاتيكان
15 نيسان 2024, 06:20

دعونا نفكّر بصمت: متى وجدت الرّبّ - البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
حيّا البابا فرنسيس المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس قبل مشاركتهم صلاة "إفرحي يا ملكة السلام" وكانت له كلمة مستوحاة من إنجيل يوم الأحد الثالث من زمن القيامة في الكنيسة الكاثوليكيّة وتمحورت حول مشاركة خبرة اللقاء بالرّبّ يسوع مع الآخرين.

 

قال الأب الأقدس: "يعيدنا الإنجيل الذي تلونا إلى مساء عيد الفصح. يجتمع الرّسل في العليّة، عندما يعود التلميذان من عمّاوس ويخبران عن لقائهما بيسوع. وبينما يعّبران عن فرح خبرتهما، يظهر القائم من بين الأموات للجماعة كلّها. وصل يسوع بالضبط بينما كانا يشاركان قصّة اللقاء معه. تجعلنا هذه الرواية نتأمّل في أهميّة مشاركة الإيمان بيسوع القائم من بين الأموات.

في كلّ يوم يتمّ قصفنا بمئات الرسائل منها ما هو سطحيّ وغير مُجْدٍ، ومنها ما يكشف عن فضول طائش، ومنها الآخر ما يأتي من القيل والقال والخبث. هي أخبار لا غرض لها لا بل هي أخبارٌ مضرّة.  

ولكن هناك أيضًا أخبارٌ جيّدة، إيجابيّة وبنّاءة، ونعلم جميعا كم هو جيّدٌ ومفيد أن نسمع مثل هكذا أخبار. كما هو حسنٌ لنا أن نتشارك الحقائق التي لمست حياتنا، للأفضل أو للأسوأ، من أجل مساعدة الآخرين.

ومع ذلك، هناك شيء غالبًا ما نكافح للحديث عنه. ما هو؟ أجمل شيء يجب أن نقوله: لقاؤنا مع يسوع. لقد التقى كلّ واحد منّا بالرّبّ ونحن نكافح للتحدّث عنه.

يمكن لكلّ واحد منّا أن يقول الكثير عن هذا: رؤية كيف لَمَسَنا الرّبّ، ومشاركة هذا، ليس لنحاضر على الآخرين، ولكن لنتشارك معهم اللحظات الفريدة التي رأينا فيها الرّبّ حيًّا وقريبًا، وحينما أشعل الفرح في قلوبنا، وجفّف دموعنا، وأعطانا الثقة والعزاء، القوّة والحماس، المغفرة والحنان.

هذه اللقاءات، التي خاضها كلّ واحد منّا مع يسوع، لمَ لا نتشاركها وننقلها؟ في الأسرة، في المجتمع، مع الأصدقاء. تماما كما أنْ من الحسن أن نتحدّث عن الإلهامات الجيّدة التي قادتنا في الحياة، والأفكار والمشاعر الحسنة التي تساعدنا كثيرًا على المضي قدمًا، وأيضًا عن جهودنا وعملنا لفهم حياة الإيمان والتقدّم فيها، وربّما حتّى التوبة ومسيرتنا فيها.

إذا فعلنا ذلك، فإنّ يسوع، تمامًا كما فعل مع تلميذي عمّاوس، سوف يفاجئنا ويجعل لقاءاتنا وبيئاتنا أكثر جمالًا.

لنحاول إذًا أن نتذكّر الآن لحظة قويّة من حياة إيماننا، لقاءً حاسمًا مع يسوع. دعونا نفكّر في صمت: متى وجدت الرّبّ؟ متى كان الرّبّ قريبًا منّي؟ وهذا اللقاء مع الرّبّ، هل شاركته لإعطاء المجد للرّبّ؟ وأيضًا، هل استمعت إلى الآخرين، عندما أخبروني عن هذا اللقاء مع يسوع؟

لتساعدنا السيّدة العذراء على مشاركة الإيمان لجعل جماعاتنا أماكن لقاء أكبر مع الرّبّ".

بعد صلاة "يا ملكة السلام" أعرب الأب الأقدس عن متابعته بقلقٍ وصلاة، مجرياتِ الأحداث في الشرق الأوسط مشدِّدًا على أنْ ليس من حقّ أحد أن يهدّد حياة الآخرين. فلتسعَ الأمم كلُّها، بالأحرى، في سُبُل السلام وتساعد شعبَيْ الأرض المقدّسة على العيش في أمنٍ وسلام ضمن دولتين، فهذه رغبتهما العميقة والمشروعة، وهذا حقّهما!...كم هي كثيرةٌ الآلالم فلنصلِّ بلا ملل من أجل الحوار والسّلام...

ثمّ وجه تحيّاتٍ وكلمات مقتضبة إلى الجامعة الكاثوليكيّة للقلب الأقدس في يومها الوطنيّ المئة، وإلى الحجّاج كافّةً من حيثما أتوا ورحّب بقادة جماعة سانت إيجيديو من مختلف بلدان أمريكا اللاتينية وشجّعهم في عملهم، وغيرهم من الجماعات والمجوعات....

ثمّ خصّ الأطفال الآتين من أنحاء العالم قاطبةً لـ"يذكّرونا" بأنْ، في 25 من أيّار (مايو) و26 منه تحتفل الكنيسة باليوم العالميّ الأوّل للطفولة وقال لهم إنّه ينتظرهم جميعًا!  

ودعا الجميع إلى الصلاة من أجل الأطفال المتألّمين، في الأرض المقدّسة، وأوكرانيا، والسودان، وميانمار...