العراق
15 نيسان 2022, 07:06

ساكو في قدّاس خميس الفصح: من دون الارتباط بالمسيح نحن ضائعون

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قدّاس خميس الفصح في كاتدرائيّة مار يوسف - الكرادة وغسل أرجل التّلاميذ الإثني عشر، وألقى عظة شدّد فيها على "الثّبات في الإيمان والأخلاق المسيحيّة " بحسب إعلام البطريركيّة وقد جاء فيها:

"أحبّ أن أتأمّل معكم في معنى الثّبات على الرّوحانيّة المسيحيّة  والمثابرة.

لماذا الثّبات؟  لأنّ اكتشفتنا  في مسيحيّتنا شيئًا ثمينًا جدًا وفريدًا هو المسيح وتعليمه،  وعليه يقوم خلاصنا وسلامنا.  أنظروا ماذا فعل توما  عند لقائه بيسوع بعد القيامة، كيف  سجد  أمامه معترفًا بإيمانه: ربّي وإلهي… ولنا أمثلة  عن الثّبات في العدد الكبير من الشّهداء الذين  أعطتهم كنيستنا والتي تسمّيه "الحجارة الكريمة".

الثّبات الإيمانيّ والرّوحيّ والأخلاقيّ يتطلّبمعرفة عميقة عن المسيح وعلاقة حميميّة معهوليس علاقة  سطحيّة.  والثّبات هو في الوقت نفسه في الله الآب ( يوحنّا 6/56-57).

يستعمل يسوع  لشرح  علاقة المؤمنين به، من خلال صورة الأغصان المرتبطة بالكرمة. من دون الارتباط بالمسيح نحن ضائعون : “اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً” ( يوحنّا 15/1-8).

أكيدًا،  يواجه المؤمنون صعوبات وتحدّيات في سعيهم لعيش مسيحيّتهم، لكن لا ينبغي  أن يفقدوا ثباتهم، بل أن يبقوا ملتصقين بيسوع الذي منه يستمدّون حياتهم مثلما تستمدها الأغصان من الكرمة… إنّه مصدر بركة  ونعمة لهم.

المثابرة هي الاستمرار في  سماع كلمته، عبر قراءة الكتاب المقدّس والتّأمل اليوميّ فيه، والانفتاح على أنوار الرّوح القدس الذي يسكب المحبّة في قلوبهم (رومية 5/5) والصّلاة..

نحن في نهاية الصّوم الكبير وعلى كلّ واحد منّا أن يسأل نفسه ما هي النّقاط التي قرّر أن يطبّقها  لتغدو حياته إنجيليّة؟ وليكون شاهدًا حقيقيًّا للمسيح القائم من بين الأموات؟ إنّه يعتمد إلينا في نقل البشارة.

فقط باتّباع يسوع، يمكننا أن نصل إلى القيامة فيظهر لنا نفسه على مثال توما ومريم المجدليّة عندما ذكر اسمها.

أصلّي لكي يغمر المسيح حياتكم بنوره ونعمه وأن ينعم بلدنا والعالم بالسّلام والأمان."